حدود الصين والهند تشتعل.. بكين تحشد قواتها وأمريكا تكشف مارصدته بالمنطقة الفاصلة
زاد التوتر خلال الساعات الأخيرة على الحدود بين الصين والهند، في المناطق المتنازع عليها منذ عقود بين البلدين، وأصدرت وزارات دفاعهما بيانات، فيما أوضحت أمريكا موقفها، وسط مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة لا تحمد عقباها.
موقف أمريكا من مواجهة الصين والهند
وفي وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إنها تراقب عن كثب الوضع على الحدود بين الصين والهند، مشيرةً إلى أنها رصدت حشد الصين قواتها على الحدود مع الهند، وأنها تدعم جهود نيودلهي لخفض التصعيد.
وخلال مؤتمر صحفي للمتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، قال: “وزارة الدفاع تواصل عن كثب مشاهدة التطورات على طول خط السيطرة الفعلية على الحدود الهندية الصينية”.
وذكر أن واشنطن شاهدت الصين وهي تواصل حشد القوات وبناء بنية تحتية عسكرية في منطقة خط السيطرة الفعلية الفاصل بين البلدين.
ومع موقف الولايات المتحدة الداعم للهند، يبدو أن الخلاف يتعمّق مع بكين رغم المباحثات التي يجريها البلدان لخفض التصعيد بينهما خلال الأشهر الأخيرة.
الصين تحشد قواتها
ومن جانبه أعلن الجيش الصيني أن جنوداً هنوداً عبروا “بشكل غير قانوني” الحدود المتنازع عليها في الهيمالايا و”عرقلوا” عمل القوات الصينية، مما أدى إلى اندلاع مواجهات الأسبوع الماضي.
وأشار الناطق باسم الجيش الصيـني إلى أن “إجراءات الرد التي قمنا بها مهنية ووفق المعايير وقوية”، حسب وصفه دون تحديدها.
جاء الحديث بعد أن اندلعت اشتباكات بين الجيشين الصـيني والهندي يوم الجمعة الماضي على الحدود المتنازع عليها في منطقة الهيمالايا، وأسفرت عن إصابة جنود من الطرفين.
وقالت بكين إنها طلبت “من الجانب الهندي أن يسيطر بشكل مشدد ويضبط الجنود على الخطوط الأمامية، وأن يعمل مع الصين للمحافظة على السلام والهدوء على الحدود”.
الهند تحذّر
بدوره، اتهم وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ الصين بمحاولة “تغيير الوضع القائم بشكل أحادي” عند الحدود المتنازع عليها بين الطرفين في الهيمالايا عندما أسفرت اشتباكات الأسبوع الماضي عن سقوط جرحى من الجانبين.
ولفت سينغ إلى أن المواجهات التي أعقبت مناورات عسكرية أمريكية هندية مشتركة قرب الحدود أثارت غضب بكين، وأدت إلى “إصابات في صفوف الجنود من الجانبين”.
وتابع “نشب شجار في هذه المواجهات، منع الجيش الهندي بشجاعة جيش التحرير الشعبي الصـيني من التعدي على أراضينا وأجبره على الانسحاب إلى مواقعه، وأصيب بعض الجنود من الجانبين في المواجهات”.
اقرأ أيضاً|| اشتباكات بين الصـين والهند بمناطق متنازع عليها ومخاوف من حرب “كارثية”
محاولة تهدئة
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع منعاً للانزلاق إلى مواجهة، قال وزير الدفاع الهندي إن القادة المحليين من الجانبين قادوا اجتماعاً يوم السبت الماضي، وتمت مناقشة الحادث الذي وقع قبله بيوم، وأوضح سينغ أنه في هذه الحادثة “لم يمت أي من جنودنا ولم يصب أحد بجروح خطيرة”.
وسبق وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن “مواجهة” أخرى بين قوات هندية وقوات صـينية وقعت في الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في منطقة ديمشوك في لاداخ شمال غرب البلاد بالقرب من مكان مواجهات يونيو/حزيران 2020. ولم يتضح ما إذا نتجت عن هذه الحادثة إصابات.
ويتركز الخلاف حول منطقة لاداخ التي تقع في جبال الهيمالايا على طول الحدود المتنازع عليها بين الجانبين، والتي يبلغ طولها أكثر من 3 آلاف كيلومتر والمعروفة باسم “خط السيطرة الفعلية”.
وسبق وأجريت حوالي 16 جولة من المحادثات بين القادة العسكريين من الجانبين، بعد اشتباكات جرت منذ عامين بنفس المكان وأسقطت قتلى وجرحى في معركة دامية.
اقرأ أيضاً|| الصـين ترسل قاذفات نووية قرب تايوان.. هل اقترب “الغزو”؟
