حورات خاصة

خبير يكشف سبب الخلاف على حدود الهند والصين وماذا لو اندلعت الحرب؟

مع ارتفاع حدة الصراعات وتناثر بؤرها حول العالم بين الدول الكبرى، ظهرت بوادر مواجهة عسكرية على حدود الهند والصين وسط حشد البلدين لقواتهما بمناطق متنازع عليها، وهو ما يراه خبراء خطر محدق بالعالم في حال اندلعت الحرب بينهما على إثر نزاع تاريخي، لا سيما أن الولايات المتحدة تتدخلت وأعلنت ميلها إلى جانب حليفتها ديلهي.

 

وحول مدى إمكانية اندلاع صراع على حدود الهند والصين وتطور الأمر إلى معركة قد تصبح معركة روسيا وأوكرانيا مجرد “لعبة” بالنسبة لها، التقت وكالة ستيب الإخبارية مع الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات.

خبير يكشف سبب الخلاف على حدود الهند والصين وماذا لو اندلعت الحرب؟
خبير يكشف سبب الخلاف على حدود الهند والصين وماذا لو اندلعت الحرب؟

حشودات عسكرية على حدود الهند والصين

 

صحيفة التايمز البريطانية، ذكرت في تقرير جديد، أن هناك حشود بالآلاف من مقاتلين وعتاد قرب المنطقة المتنازع عليها على حدود الهند والصين، والتي شهدت اشتباكات قبل نحو أسبوع.

 

وحول ذلك يقول الدكتور هاني سليمان: تجدد الاشتباكات بين الصين والهند والأزمة العالقة بسبب الاشتراك بحدود متنازع عليها يبلغ طولها تقريباً أكثر من 4 آلاف كيلومتر، وتمر هذه المناطق بأنهار وجبال وتضاريس يصعب الاتفاق على تحديدها وترسيمها، وهو ما يسبب النزاع والخلاف المستمر.

 

ويضيف: سبق واندلعت حرب بين الهند والصين عام 1962، وتستمر التوترات حول حدود البلدين المتنازع عليها بين الحين والآخر، يتخللها محاولة نزع فتيل التصعيد.

 

ويوضح أن حادثتي الاشتباكات على حدود الهند والصين عامي 2020 و2021 بمناطق لاداخ ومناطق أخرى متنازع عليها، جاءت لتعيد الأزمة بينهما إلى السطح مجدداً. 

 

ويتابع: في سبتمبر الماضي حين اتفق الطرفان على سحب قواتهما من مناطق متنازع عليها قرب منطقة الهملايا، توقع البعض انتهاء الصراع، إلا أنّ الحادثة الأخيرة أكدت أن الخلاف التاريخي مستمر ولا يمكن أن ينتهي بسهولة.

 

خطورة الأمر

 

توقيت الحشود العسكرية على حدود الهند والصين مع الصراعات العالمية بعدة بؤر يمكن أن يدفع باتجاه مزيد من التصعيد، بحسب “سليمان”.

 

ويقول: صعوبة التسوية بين الطرفين تأتي من صعوبة تضاريس المنطقة نفسها، وهي بحاجة إلى جهد دبلوماسي كبير ومتواتر بين البلدين.

 

ويشير إلى أن الخطورة في الأمر هو أن الهند والصين هما أكبر دولتين من حيث عدد السكان في العالم علاوةً على قواتهما العسكرية العادية والنووية، مما يجعل اشتعال التوترات بين الحين والآخر أمرٌ خطير.

 

ويضيف: التحركات الصينية والهندية العسكرية الأخيرة تؤكد أن الأمور تتأزم أكثر، فبالسابق كانت الاشتباكات بالعصي والأيدي لكن هذه المرة يمكن أن تتحول إلى نار وصواريخ.

وضع إقليمي سيء وصراع تاريخي

 

ولا يعتبر التهديد بالحرب على حدود الهند والصين، بالأمر الجديد، حيث سبق واندلعت حروب بين البلدين، إضافة إلى التنافس الكبير بينهما مع التداخل الجغرافي.

 

وييبيّن الدكتور هاني سليمان أن الوضع الإقليمي المتأزم يمكن أن يدفع باتجاه مواجهة عسكرية، وقد تستغل بعض الأطراف الخارجية ذلك، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتدفع الهند من أجل مواجهة “المنافس التقليدي” الصيني، ونقل الصراع من أوروبا والشرق الأوسط إلى شرق آسيا.

 

ويرى أن الخلاف الصيني الهندي ليس فقط مناطق حدودية متنازع عليها، بل هو صراع تاريخي بين الأمبراطوريات، إضافة إلى خلافات التحالفات حيث أن الهند لها علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن هناك صراع اقتصادي حيث تحاول الهند تقديم نفسها كقوة اقتصادية بآسيا.

 

دور أمريكي واضح

 

ما أن صرّحت الهند حول وقوع اشتباكات مع الصين، حتى سارع البنتاغون الأمريكي للإعلان عن وقوفه إلى جانب ديلي بهذا الصراع ودعمها، وهو ماكان بمثابة رسالة تسلّمتها بكين مبكراً وحركت على إثرها قطعاً عسكرية باتجاه المنطقة ليزيد التوتر أكثر.

 

يقول الدكتور “سليمان”: الإعلان الأمريكي السريع لدعم الهند بهذه المواجهة يعتبر بمثابة الضغط على الصين نتيجة الخلافات المتصاعدة بين البلدين، ليكون ملفاً جديداً ربما لمحاولة إلهاء بكين عن خططها الاقتصادية والعسكرية لمواجهة واشنطن، كما حصل بالحرب الروسية الأوكرانية التي تورطت بها موسكو ولم تستطع بعد الخروج منها. 

 

ويضيف: تقدم الصين الاقتصادي والتقني والعسكري بات يزعج الولايات المتحدة، لا سيما مع بناء بكين شبكة علاقة مهمّة مع الدول الإفريقية والعربية وغيرها من دول العالم، ومع اشتداد التنافس بينهما باتت الصين تشكل “خطراً” على هيمنة الولايات المتحدة في العالم عموماً. 

 

ويؤكد أن الولايات المتحدة ترى أن الصين يمكن أن تتفوق عليها بالنمو الاقتصادي في حال استمرت بذات النهج دون الضغط، وبالتالي الأمر يهدد مكانتها العالمية، حسب وصفه. 

 

ويتابع: لذلك تسعى أمريكا لفتح الملفات التي تزعج الصين وتوقف زحفها نحو الريادة العالمية مثل ملف تايوان وملف بحر الصين الجنوبي والمناطق المتنازع عليها مع الهند وغيرها. 

 

وبالنظر إلى مكانة البلدين “الصين والهند” من حيث القوات العسكرية والنووية والتعداد البشري بهما فإن أي مواجهة عسكرية مباشرة يمكن أن تكون كارثية على المنطقة والعالم، ورغم التطمينات من سلطات البلدين بأن هناك محاولات تهدئة إلا أنّ الحشود العسكرية المستمرة وبناء شبكات النقل والتوصيل العسكرية للمنطقة على حدود الهند والصين توحي بنذر معركة تقترب. 

خبير يكشف سبب الخلاف على حدود الهند والصين وماذا لو اندلعت الحرب؟
خبير يكشف سبب الخلاف على حدود الهند والصين وماذا لو اندلعت الحرب؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى