اخبار العالمسلايد رئيسي

بدأ من ماكرون ووصل إلى ميلوني.. انقلاب “أمني” أوروبي على أمريكا واعتراف خطير من روما

فيما يبدو أن أوروبا بدأت تنقلب أمنياً على الولايات المتحدة الأمريكية، فقد دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تقليل الاعتماد المفرط على واشنطن، فيما اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشكيل قوة أوروبية للحد من الاعتماد على أمريكا بمجال الأمن.

ميلوني تتحدث عن خطأ أوروبا

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني: “بسبب الحرب في أوكرانيا أدركنا الخطأ الاستراتيجي من حيث السيادة للتخلي عن بعض السلاسل القيمة والاعتماد في مجال الطاقة على روسيا”.

وفي كلمة أمام مؤتمر السفراء المنعقد بمقر وزارة الخارجية في روما، أمس الخميس، قالت ميلوني: “ربما ندرك أيضاً الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة فيما يتعلق بالأمن وأنه ليس من الذكاء التخلص من الاعتماد على روسيا عبر تفضيل الاعتماد على الصين”، مضيفةً “وهذا خطأ آخر نخاطر بارتكابه”.

فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، نوهت رئيسة الوزراء الإيطالية إلى أن “السلام لم يعد في أوروبا اليوم أمراً مفروغاً منه، ولم تعد حريتنا أمراً مفروغاً منه، ويكفي التوجه ليس بعيداً عن هنا لرؤية ذلك، فنحن في أوروبا ولسنا في مكان ناء”.

وأضافت: “ندرك الحاجة إلى الدفاع عن النظام الدولي، الذي اعتدنا عليه والذي لم يعد يعتبر أمراً مفروغاً منه”.

ماكرون يدعو للحد من الاعتماد على أمريكا

في السياق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقتٍ سابق من الأسبوع الجاري، الدول الأوروبية لأن تكون “أكثر حسماً وقوة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والحد من الاعتماد على الولايات المتحدة بمجال الأمن”.

وفي حديثه للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الفرنسية لدى عودته من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة المنعقد بالأردن، قال ماكرون إنه لا يرى مساعيه لتطوير الدفاع الأوروبي “كبديل للناتو”، وفق ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وأضاف الرئيس الفرنسي: “أوروبا أقوى ستسمح للقارة بأن تصبح أكثر استقلالية داخل التحالف العسكري، وتعمل داخل الناتو ومعه إلا أنها أيضاً يجب ألا تعتمد عليه فحسب”.

كما أوضح ماكرون أن “التحالف ليس شيئاً يجب أن نعتمد عليه، بل يجب أن نعيد التفكير في استقلاليتنا الاستراتيجية”.

واختتم الرئيس الفرنسي حديثه بالقول: “أوروبا بحاجة إلى اكتساب المزيد من الاستقلالية في التكنولوجيا والقدرات الدفاعية، بمنأى عن الولايات المتحدة”.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي جو بايدن في العاصمة واشنطن، وإعلان زعيم البيت الأبيض عن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 1.85 مليار دولار لأوكرانيا.

تحذيرات من حرب تجارية

ولم يكن الاعتماد الأمني على الولايات المتحدة وحده مصدر قلقٍ لقادتها، فقوانين أمريكا التجارية أثارت أيضاً انتقادات كثيرة في أوروبا.

ففي وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي، انتقد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، السياسة الاقتصادية الأمريكية على خلفية قانون مكافحة التضخم الأمريكي، محذراً في الوقت نفسه من اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وقال ليندنر: “الولايات المتحدة شريكنا القيم، ولكن في نفس الوقت هناك سياسة اقتصادية حمائية ضخمة”، مضيفاً أنه يتعين لذلك على الحكومة الألمانية أن تمثل المصالح الألمانية في واشنطن وأن تشير إلى العواقب السلبية على ألمانيا جراء هذه السياسة.

وذكر ليندنر أنه، على عكس الاقتصاد الفرنسي، يرتبط الاقتصاد الألماني ارتباطاً وثيقاً بالسوق الأمريكية، وقال: “لهذا السبب لا يمكن لألمانيا أن تكون لديها أي مصلحة في حرب تجارية، ولكن عليها أن تعتمد على الدبلوماسية الاقتصادية”.

وينص قانون مكافحة التضخم الأمريكي على استثمارات بالمليارات في حماية المناخ، وترتبط الإعانات والإعفاءات الضريبية بالشركات التي تستخدم المنتجات الأمريكية أو تنتج في الولايات المتحدة، وهناك انتقادات كثيرة لهذا الأمر في أوروبا.

كما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أثار القضية خلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة، وحذر من أن القانون سيخلق فوارق كبيرة لن تدفع العديد من الشركات للاستثمار في أوروبا، ما يهدد بانقسام الغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى