اخبار العالم

هنري كيسنجر يغيّر موقفه بشأن القضية الأوكرانية ويدعو الناتو إلى أمر

أثارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق، هنري كيسنجر، الذي يوصف بـ”ثعلب السياسة الأمريكية”، الجدل بعد أن غيرّ موقفه من القضية الأوكرانية خلال تصريحات جديدة أطلقها في منتدى دافوس الاقتصادي.

رؤية جديدة من هنري كيسنجر حول القضية الأوكرانية

وخلال كلمة عبر الفيديو للدبلوماسي الأمريكي المخضرم، اعتبر أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أظهرت أنه لم يعد هناك من مبرر لبقاء كييف خارج حلف شمال الأطلسي، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة.

وأوضح هنري كيسنجر أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ستكون “نتيجة ملائمة”، في ظل الأوضاع الحالية في العالم.

وقال هنري كيسنجر: “قبل هذه الحرب، كنت معارضاً لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط بالعملية التي نشهدها الآن”.

وأضاف: “الآن وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد ذات جدوى”.

وبالوقت ذاته لم يخفي كيسنجر قلقه من استفزاز روسيا أكثر، حيث أشار إلى أنه من المهم “منع الحرب من أن تصبح حرباً ضد روسيا نفسها” وأيضاً “إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجدداً إلى النظام الدولي”.

وأوضح هنري كيسنجر أن دولاً كانت تسيطر عليها موسكو فيما مضى ستكون مترددة حيال اقتراح كهذا، إلا أنه شدد على أهمية تجنب عدم الاستقرار في هذه الدولة الكبيرة النووية.

وأكد أن عملية دبلوماسية قد تساعد روسيا على “إعادة تقييم موقعها التاريخي الذي كان مزيجاً من الانجذاب إلى ثقافة أوروبا والخشية من هيمنتها”.

فرضية انضمام أوكرانيا للناتو

وكانت أوكرانيا قد طلبت مراراً الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي الناتو، وتقدمت بطلب رسمي لذلك بعد الحرب الروسية عليها.

إلا أنّ روسيا اعتبرت من فرضية انضمام أوكرانيا للناتو تهديد لأمنها القومي، رافضةً تواجد الحلف على حدودها مطلقاً، ووجدت من ذلك ذريعة لبدء العمل العسكري في أوكرانيا

وبينما شددت الولايات المتحدة على أن القرار بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يعود لأوكرانيا، لم تبدِ القوى الأوروبية أي حماسة بسبب القلق من منح ضمانات الأمن المتبادل لدولة تشهد نزاعاً مع روسيا منذ عام 2014.

كيسنجر حذّر من الانزلاق لحرب عالمية

وفي مقالة نُشرت الشهر الماضي في مجلة “ذا سبكتايتر” The Spectator البريطانية المحافظة، حذّر هنري كيسنجر من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع عام 1914 عندما انزلقت القوى الكبرى دون قصد إلى حرب عالمية.

ودعا في مقالته إلى وقف لإطلاق النار تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل العملية العسكرية، ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرق أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مع إخضاع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة.

الكرملين مهتم بأفكاره

وفي ديسمبر الفائت، أكد الكرملين الروسي أنه بدأ دراسة أفكار طرحها، هينري كيسنجر حول القضية الأوكرانية، وأبدى الاهتمام بها.

ونقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله: إن الكرملين يتلقى أفكار هنري كيسنجر حول حل الوضع الحالي باهتمام كبير.

وأضاف بيسكوف في حديث للصحافيين: “أوجز كيسنجر في المقال أفكاره حول رؤيته للعالم المستقبلي بين روسيا وأوكرانيا وهيكلية الأمن الأوروبي”.

وتابع بالقول: “مما لا شك فيه أن موهبة كيسنجر وخبرته مطلوبة دائمًا بشكل خاص في مثل هذه المواقف الحادة سوف ندرس هذه المواد باهتمام كبير. حتى الآن للأسف، لم يكن هذا ممكناً”.

اقرأ أيضاً || بعد اعترافٍ روسي بأهمية أفكاره.. “ثعلب السياسة الأمريكية” يحذر أوروبا من الخطر المقبل

الحل الوحيد

وسابقاً خلال لقاءات ومقالات عديدة رأى كيسنجر أن الحل الوحيد في القضية الأوكرانية، هو اللجوء إلى المفاوضات بين البلدين.

وخلال لقاء مع شبكة CNN الأمريكية قال كيسنجر: “إن المفاوضات هي الحل الأفضل لهذا الصراع، توسيع رقعته يهدد بإطالة أمد الحرب إلى أجل غير مسمى”.

وعبّر كيسنجر عن أمله أن تقوم دول الناتو بالاتفاق على ما يجب أن تكون عليه نتائج المفاوضات وما هي النتيجة التي يمكن تحقيقها.

بينما شدد بالوقت نفسه على أهمية عدم تقديم تنازلات كثيرة من قبل الناتو لروسيا، معتقدًا أن الأخيرة يجب ألا تحصل على “أي فائدة” من العملية وأن تعيد الأراضي التي سيطرت عليها في أوكرانيا.

وكان كيسنجر تنبّأ بشكل أساسي بالوضع الحالي الذي أدى إلى حرب روسية في أوكرانيا في مقال رأي نُشر قبل ثماني سنوات في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

اقرأ أيضاً || كيسنجر يكشف سرّ نجاح أي زعيم عالمي.. ونقطتان تثيران قلق “ثعلب السياسة الأمريكية”

 

هنري كيسنجر يغيّر موقفه بشأن القضية الأوكرانية ويدعو الناتو إلى أمر
هنري كيسنجر يغيّر موقفه بشأن القضية الأوكرانية ويدعو الناتو إلى أمر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى