تحذيرات جدية.. مخدر جديد يغزو الولايات المتحدة كاد أن “يقتل الأمريكيين” فما القصة؟
يتزايد انتشار تعاطي مخدر الفينتانيل في الولايات المتحدة بشكل كبير، فيما تظهر الأرقام أنه يتسبب في وفاة نحو 9 أمريكيين في كل ساعة.
معدل وفيات مرتفع
وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن معدل الوفيات ارتفع العام الماضي بسبب هذه المادة المخدرة إلى 10 بالمئة، ليصل إلى أكثر من 110 آلاف وفاة.
ونجم أكثر من 70 بالمئة من الوفيات عن الجرعات الزائدة من هذا المخدر الذي تقول الحكومة إنه يصنع بمواد صينية.
وصرح وزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، قائلاً “نرى أن المواد الكيميائية وأدوات التصنيع وإنتاج الفينتانيل قادمة من الصين، لذلك نحاول أن نحد من استيرادها، ونعمل كذلك مع المكسيك من أجل الحد من تصنيعها في بلادهم ومنع دخول هذه الحبوب إلى بلادنا”.
وترجح السلطات الأمريكية أن سبب زيادة انتشار مخدر الفيناتيل بين المتعاطين يعود إلى سعره المنخفض مقارنة بمواد مخدرة أخرى.
من جهته، يشرح خبير السياسة الصحية، كامير علائي، أن “الفينتانيل دواء اصطناعي أقوى بـ 50 مرة من الهيروين وأقوى 100 مرة من المورفين ويقتل الجهاز التنفسي”، مضيفاً أن “المشكلة الكبرى هو سهولة تصنيعه لأنه يصنع من مواد أولية كيميائية مسموح ببيعها في الأسواق”.
وخلال العام الماضي، تمكنت وحدة مكافحة المخدرات من ضبط شحنة من الفينتانيل، قالت إنها قادرة على التسبب في وفاة كافة السكان في الولايات المتحدة بعد ضبط أكثر من أربعة أطنان من الفينتانيل وأكثر من خمسين مليون حبة منه.
في حين دفع انتشار ظاهرة تعاطي الفينتانيل الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية إلى تكثيف حملاتها للتوعية ضد تعاطي المخدرات، فضلاً عن توزيع اللقاحات المضادة للجرعة الزائدة.
سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة
وكان تحقيق نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، وجد أن “الفنتانيل” غير القانوني، أضحى السبب الرئيسي للوفاة بالنسبة للأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، حيث ارتفعت الجرعات الزائدة القاتلة من “الفنتانيل” بنسبة 94 بالمائة منذ عام 2019. فهذا العقار يودي الآن بحياة عدد أكبر من الأرواح في الولايات المتحدة، مقارنة بحوادث السيارات، أو عنف باستخدام السلاح أو حالات الانتحار.
كيف يتم تهريبه؟
ومنذ تموز/ يوليو 2022، تضاعف حجم “الفنتانيل”، الذي يتم ضبطه عبر حدود المكسيك، شهرياً عما كان عليه في نفس الشهر من العام الذي قبله، وهو ما تسبب بتدهور تعاون الولايات المتحدة في مكافحة المخدرات مع المكسيك.
ولهذه الغاية، يعمل المهربون على صناعة هذا العقار على شكل أقراص مصممة لتشبه حبوب الألم التي تُصرف بوصفة طبية، أو مزج “الفنتانيل” في نوع خليط البودرة الذي يبحث عنه متعاطو المواد الأفيونية الساعون للحصول على جرعات أقوى، كما يقوم بعض تجار المخدرات في الولايات المتحدة أيضًا، بربط أصناف أخرى مثل “الميثامفيتامين” و”الكوكايين” والعقاقير غير المشروعة الأخرى، بمسحوق “الفنتانيل” لتعزيز الفاعلية وجذب المزيد من العملاء.
اللافت، أن صغر حجم عقار “الفنتانيل” يجعل تهريبه أسهل بكثير، فالمواد الأفيونية الاصطناعية قوية جدا، لدرجة أن إمدادات عام من مسحوق “الفنتانيل” النقي لسوق الولايات المتحدة، تناسب أسرّة شاحنتين صغيرتين.
وانطلاقاً من ذلك، تقدر السلطات الأمريكية أنها تصطاد فقط من 5 إلى 10 في المائة من “الفنتانيل” غير القانوني الذي يعبر الحدود الجنوبية، بشكل أساسي في الشاحنات التجارية، وسيارات الركاب التي تصل إلى المعابر الرسمية.
من هنا، أصدرت إدارة مكافحة المخدرات تنبيهات أواخر العام الماضي، تحذر، من أن 6 من أصل 10 أقراص “فنتانيل” غير قانونية، تباع في شوارع الولايات المتحدة تحتوي الآن على جرعة قاتلة من العقار، بعدما كان الرقم العام الذي قبله، 4 من كل 10 أقراص.