اختفت غواصة “تيتان” السياحية قبل أيام وهي تحمل خمسة أشخاص في المحيط الأطلسي، بعد أن غادرت ميناء نيوفاوندلاند في كندا لزيارة حطام سفينة “تايتانيك” الشهيرة. وبعد أربعة أيام من عمليات البحث المكثفة، تم العثور على حطام الغواصة على عمق 3800 متر، وأعلن عن مقتل جميع ركابها.

 ولكن ما لم يُكشف عنه حتى الآن هو أن البحرية الأمريكية كانت تستخدم نظامًا سريًا للغاية للكشف عن الغواصات المعادية في المحيطات، وهو نظام التجسس البحري الذي استطاع رصد صوت انفجار داخلي في الغواصة “تيتان” بعد ساعات قليلة من انقطاع الاتصال بها. 

نظام التجسس البحري الأمريكي

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن هذا النظام يستخدم شبكة من المستشعرات والميكروفونات تحت الماء، تغطي مساحات شاسعة من المحيطات، وترسل إشارات صوتية إلى قواعد بحرية سرية، حيث يقوم خبراء بتحليلها والبحث عن أي نشاط غير عادي. 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي للصحيفة إن البحرية استخدمت هذا النظام للبحث عن أي علامة على وجود غواصة “تيتان” بعد فقدان الاتصال بها، وأضاف أنه تم رصد حالة شاذة تتفق مع انفجار داخلي أو انفجار في المنطقة التي كانت تعمل فيها “تيتان”. 

وأشار إلى أن هذه المعلومات تم نقلها إلى خفر السواحل الأمريكي والكندي والشركة المالكة للغواصة، لمساعدتهم في تضييق منطقة البحث. 

ولأسباب تتعلق بالأمن القومي، لم يذكر المسؤول اسم النظام أو تفاصيل عن طريقة عمله أو مواقعه، ولكنه قال إنه جزء من برنامج استخباراتي بحري يعود تاريخه إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويهدف إلى رصد وتتبع الغواصات السوفيتية والروسية والصينية وغيرها من الدول المنافسة. 

وأضاف أن هذا النظام يعتبر من أكثر البرامج سرية في البحرية الأمريكية، ويتطلب مستوى عالٍ من التخصص والمهارة للعمل فيه. 

اختفاء الغواصة شغل العالم

وقد أثار اختفاء غواصة “تيتان” اهتمامًا عالميًا، لأنها كانت تقوم برحلة استكشافية فريدة من نوعها لزيارة حطام “تايتانيك”، التي غرقت في عام 1912، وأودت بحياة أكثر من 1500 شخص. وكان من بين ركاب “تيتان” رجل أعمال بريطاني ثري وابنه، وغواص فرنسي مخضرم، وصاحب شركة “أوشن غيت” الأمريكية المشغلة للغواصة. وقد دفع كل منهم 250 ألف دولار للمشاركة في هذه التجربة الفريدة.

ولكن ما كان يفترض أن يكون مغامرة تاريخية تحول إلى مأساة بحرية، حيث تعرضت الغواصة لانفجار داخلي كارثي، وقال مسؤول في خفر السواحل الأمريكي إن الانفجار كان قويًا بما يكفي لإحداث ثقب في هيكل الغواصة، وإطلاق سحابة من الزئبق المستخدم في نظام التبريد. 

وأضاف أن فرص نجاة ركاب الغواصة كانت ضئيلة جدًا، نظرًا لعمق الماء وبرودته وضغطه. وقد أثار حادث “تيتان” أسئلة عديدة عن مخاطر السفر إلى قاع المحيطات، وعن مدى جودة وسلامة الغواصات المستخدمة في هذه الرحلات. كما أثار تساؤلات عن دور البحرية الأمريكية في رصد هذه الغواصات، وعن حدود التجسس البحري في المحيطات.