الشأن السوري

بأوامر من الجولاني.. اعتقال الرجل الثاني في “هيئة تحرير الشام”

اعتقلت هيئة تحرير الشام، العاملة في شمال سوريا، ما يُعد الرجل الثاني لدى الهيئة “أبو ماريا القحطاني”، على خلفية اتهامات بإدارة شبكة تجسس “تعمل لصالح دول غربية”.

وأفادت مصادر محلية بأنّ التهمة المعلنة ليست هي السبب الحقيقي الذي دفع هيئة تحرير الشام لاعتقال “القحطاني”، إنما المخاوف من تحركاته من دون تنسيق مع قيادة الهيئة، والتي سبّبت قلقلاً لقيادات متنفذة مثل نائب القائد العام “أبو أحمد حدود”، وقيادي آخر متنفذ يدعى “المغيرة البدوي” وهو صهر أبو محمد الجولاني.

وقال مراسلنا، إن الاتهامات التي وجهت من خصوم “أبو ماريا القحطاني” بعد اعتقاله، هي “المسؤولية عن إدارة شبكة تجسس تضم العشرات من القيادات والكوادر تعمل لصالح دول خارجية، إضافة إلى تهمة تتعلق بالسعي للإطاحة بقيادة هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع دولة غربية”.

وبحسب المصادر، عمل “القحطاني” طوال الأشهر الماضية على تكثيف التواصل مع قيادات ضمن الجيش الوطني السوري، وقادة سابقين في “حركة أحرار الشام”، وجميع الأطراف الناقمة على الهيئة، وحاول إقناعهم في فتح صفحة جديدة والتنسيق المشترك.

وبدأ “القحطاني” بالاتصال مع ناشطين سياسيين مناهضين للهيئة، واعداً إيّاهم بعملية إصلاحية، لكن القيادات المتنفذة الرافضة لهذه الخطوات حرّضت “الجولاني” وأقنعته بأنّ ما يفعله “القحطاني” من أجل مصالحه الخاصة، وبهدف زيادة نفوذه في الشمال السوري، موضحين له أنّ لديهم معلومات أمنيّة تفيد بنيته التحضير لـ”انقلاب”.

حجم الاتهامات الموجهة للقحطاني قد تؤدي إلى سيناريو “إعتاد الجولاني على كتابته وتنفيذه مع رفقاء دربه” منذ عام 2013، وهو التخلص منهم (قصف، اغتيال، حادثة) ونظراً للمشكلات الصحية التي يعاني منها القحطاني مؤخراً فقد يكون سيناريو موته بسبب وعكة صحية مفاجئة هو السيناريو الأقرب، حسب ما يعتقد ناشطون.

من المتوقّع أن تؤدي الخلافات الحالية إلى تأثير سلبي على النفوذ الذي عملت هيئة تحرير الشام على توفيره خارج إطار إدلب، وتحديداً في مناطق انتشار ما يعرف بـ”الجيش الوطني” المدعوم تركياً بالشمال السوري، حيث أدار “القحطاني” بالإضافة إلى القيادي الآخر في الهيئة جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور)، ملف التواصل مع مجموعات داخل الجيش الوطني، بهدف توسيع نفوذ الهيئة هناك.

عقوبات أمريكية

من جهة أخرى، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على قادة فصائل معارضة ضمن ما يعرف بـ “الجيش الوطني” المدعوم تركياً.

وشملت العقوبات فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه وأعضاء من الهياكل القيادية بالجماعتين.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إن الجماعات المسلحة زادت من المعاناة التي سببتها سنوات من الحرب الأهلية في شمال سوريا.

بأوامر من الجولاني.. اعتقال الرجل الثاني في "هيئة تحرير الشام"
بأوامر من الجولاني.. اعتقال الرجل الثاني في “هيئة تحرير الشام”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى