الشأن السوريسلايد رئيسي

الضربات الإسرائيلية في سوريا تتخذ “طابعاً جديداً” بغطاءٍ من بوتين.. تعددت الأسباب وتنوعت الأساليب

سلّطت الصحافة والإعلام العبري الضوء على تغيراتٍ طرأت على نهج الضربات الإسرائيلية في سوريا ضد الأهداف والقوات الإيرانية على أراضيها، والتي أرجعتها إلى أسبابٍ متعددة منها ما هو سياسي ومنها ما هو عسكري فضلاً عن أخرى تتعلق بـ “الظروف الجوية”، لافتةً إلى أنّ تلك الضربات قد وقعت بمعدل ضربتين في الأسبوع الواحد، حيث لجأت خلالها تل أبيب إلى أساليبٍ وتكتيكاتٍ جديدة.

الضربات الإسرائيلية في سوريا تتخذ “طابعاً جديداً”

وفي التفاصيل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”، أنّ “سبب تسارع الضربات الإسرائيلية في سوريا خلال الأيّام الأخيرة يعود إلى ازدياد عمليات نقل شحنات الأسلحة المتطوّرة من إيران إلى ميليشيا “حزب الله” قبل بدء فصل الشتاء؛ لأنّ الأمطار تزيد من تعقيد مرور القوافل اللوجستية”، على حدّ تعبيرها.

ولفتت هيئة البث إلى أنّ “إيران تحاول تسريع عمليات نقل الأسلحة من دمشق إلى حزب الله في لبنان ما أدى إلى تكثيف تل أبيب ضرباتها ضد حملات التسليح للميليشيات الإيرانية”.

اقرأ أيضًا: صحيفة روسية تكشف موقف موسكو الغريب من الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا

 

ومن جانبٍ آخر، ربطت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ازدياد النشاط العسكري الإسرائيلي في الساحة السوريّة بالملف النووي الإيراني وموقف واشنطن من تعثّر مسار “محادثات فيينا” لإعادة إحياء “الاتفاق النووي” بين طهران والقوى العظمى.

وفي السياق، ذكرت الصحيفة نقلاً عن الجنرال الإسرائيلي، إيال بن رؤوفين (لواء احتياط) قوله إنّ: “كثافة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة هي رسائل ضغط أمريكية على الإيرانيين، لإلزامهم بالجلوس إلى طاولة المفاوضات بشأن الملف النووي”.

ووفقاً لما نشره “معهد دراسات الأمن القومي” التابع لجامعة تل أبيب، فإنّ ازدياد الضربات يعود لاكتشاف الجيش الإسرائيلي لتهديداتٍ جديدة في الساحة السوريّة، تمثّلت بنقل إيران لأسلحةٍ متطورة إلى سوريا، وتحديداً منظومات الدفاع الجوي والطائرات من دون طيار، إضافةً إلى مشاريع الصواريخ الدقيقة.

اللقاء الأخير الذي جمع بوتين وبينيت

يُشار إلى أنّ إسرائيل قد شنّت سبع هجماتٍ ضد أهدافٍ إيرانية في سوريا خلال شهر واحدٍ كان آخرها الاثنين الفائت، والتي وُصفت على أنّها غارة “غير تقليدية”، قد استهدفت موقعين منفصلين في طرطوس وريف حمص، وتسببت حينها بإصابة جنديين من قوات النظام السوري.

وجاء الارتفاع في معدّل الضربات الإسرائيلية، في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مدينة سوتشي الروسية، الشهر الماضي، والتي حصل خلالها الإسرائيليون على “الضوء الأخضر” من موسكو لاستمرار عملياتهم العسكرية في السّاحة السورية.

وتوصلت موسكو وتل أبيب إلى تفاهمات جديدة تتجنب بموجبها إسرائيل المساس بسمعة مضادات الطائرات الروسية، التي يمتلكها نظام “بشار الأسد”، مقابل السماح لها بحرية العمل العسكري ضد التموضع الإيراني في سوريا، وفقاً لما أفادت به “يديعوت أحرونوت”.

بعد لقاء بوتين-بينيت، تسعى إسرائيل جاهدةً لتحقيق أكبر عددٍ ممكن من الإنجازات العسكرية لإحباط تموضع إيران العسكري في سوريا ومنعها من استنساخ تجربة “حزب الله 2” في الجنوب السوري.

وبحسب محللين وتقارير إسرائيلية، فإنّ الضربات الإسرائيلية قد أخذت عقب اللقاء طابعاً مختلفاً عمّا كان تمّ التعوّد عليه، حيث أخذت الضربات زخماً أكبراً وتمّ استخدام تكتيكاتٍ جديدةٍ فيها، شملت تغيير السلاح والتوقيت.

فقد تمّ رصد سبع ضربات إسرائيلية ضد أهدافٍ إيرانية في سوريا خلال 30 يوماً (ضمن شهر أكتوبر ومطلع نوفمبر الحالي) في (8 و13 و16و 25 و 30)، وضربتين في نوفمبر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى