مصر تكشف “سر” توقيت نشر وثائق حرب أكتوبر بعد أن أثارت “عاصفة جدل”
أظهرت مصر وثائق حرب أكتوبر كشفت عن أسرار الحرب الشهيرة عام 1973، مما أثار جدلاً حول التوقيت، فيما خرجت تعليقات رسمية توضح الأمر.
وثائق حرب أكتوبر
وجاء هذا الكشف في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل بسبب الحرب في غزة، ورغبة تل أبيب في اجتياح منطقة رفح في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر، ما دفع بعض المسؤولين المصريين إلى الإشارة إلى تعليق معاهدة السلام بين البلدين، قبل أن ينفي وزير الخارجية سامح شكري ذلك.
ولكن اللواء محمد الغباري، عضو اللجنة المصرية المسؤولة عن مراجعة وثائق حرب السادس من أكتوبر، أكد أن توقيت نشر تلك الوثائق ليس له أي مغزى سياسي، وإنما كان بعد انتهاء عمل اللجنة التي شكلتها وزارة الدفاع المصرية لمراجعتها.
وقال الغباري في تصريح خاص لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن “ما نشر هو توثيق لما حصل في غرفة عمليات القوات المسلحة التي كان يديرها المشير الجمسي (وزير الحربية المصري السابق) خلال الحرب، وينفي الأكاذيب الإسرائيلية عن الحرب، خصوصاً مبالغة ما حصل في الدفرسوار”.
وأضاف أن إسرائيل أطلقت مؤخراً موقعاً عن حرب أكتوبر نشر حوالي 1500 وثيقة تتناول جميعها ما حصل في الدفرسوار، معتبراً أنها “محاولة لتضخيم ما وقع وتجاهل باقي الحرب في تلك الثغرة فقط”.
وقال “هذه الوثائق ترد على الادعاءات الإسرائيلية وتكشف الحقيقة، مقدمة الأدلة الحاسمة ضد مزاعم تل أبيب”.
وشملت الوثائق طريقة تصفية ثغرة الدفرسوار تلك المتمثلة في الخطة “شامل”، بالإضافة إلى فك الاشتباك، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وكذلك بعض مذكرات القادة.
رداً على إسرائيل
ونشرت وزارة الدفاع المصرية يوم السبت الماضي على موقعها الإلكتروني وثائق جديدة ونادرة عن تلك الحرب، تتضمن خطط الاستعداد لها وإدارتها بخط أيدي قادة الجيش المصري، بما في ذلك ما أطلق عليه اسم ثغرة الدفرسوار وكسر الساتر الترابي لخط بارليف الإسرائيلي والتخطيط الاستراتيجي العسكري بمراحله حتى وقف إطلاق النار. علماً أن القانون المصري يمنع نشر أي وثائق عسكرية قبل مرور 50 عاما عليها؛ إلا أن هذه المدة انتهت بالفعل في أكتوبر الماضي (2023).
يذكر أن حرب عام 1973، التي اندلعت بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، انتهت بتوقيع مصر وإسرائيل اتفاقية سلام بوساطة أمريكية في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
في حين تشهد العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، توتراً بسبب إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها القيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية المجاورة للحدود المصرية، وهو الأمر الذي يُخشى أن يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى شبه جزيرة سيناء.
