صحيفة عبرية.. الشرع يتعلم من أخطاء قادة عرب وهذا التحدي الأكبر أمامه

تطرقت صحيفة هآرتس العبرية إلى تحركات الإدارة السورية الجديدة، وتعاملها مع الملفات الداخلية والخارجية. 

محافظة السويداء 

تقول الصحيفة أن تعيين محسنة المحيثاوي، أول امرأة كمحافظة للسويداء، تُعد تعبيرًا عن السياسة الجديدة التي يسعى أحمد الشرع، الزعيم الجديد لسوريا، إلى تبنيها. 

المحيثاوي، التي تنتمي للطائفة الدرزية ولها خلفية اقتصادية قوية، تمثل اختيارًا استراتيجيًا لتوطيد العلاقة مع الدروز وتعزيز مكانة المرأة. هذا التعيين يأتي في إطار رؤية الشرع لبناء حكومة تبدو أكثر انفتاحًا واحتواءً للتنوع السوري.

تحديات السويداء والموقف الدرزي

محافظة السويداء تُعد اختبارًا مهمًا لقدرة الشرع على فرض سلطته، حيث واجهت قافلة عسكرية حكومية رفضًا من الميليشيات المحلية للدخول. 

من جانبه الزعيم الروحي للدروز، الشيخ حكمت الهجري، يدعو إلى حكم ذاتي للسويداء، مما يعكس مطالب الطائفة بإدارة شؤونها محليًا. 

هذا التحدي يتزامن مع مطالبات الأكراد بالحفاظ على استقلالهم وإدارة المناطق التي يسيطرون عليها، بما فيها موارد النفط والغاز.

دروس الربيع العربي ونهج الشرع

تقول الصحيفة إن الشرع تعلم من تجارب الربيع العربي أن السيطرة المركزية ضرورية لتجنب فوضى الميليشيات. 

وفي إدلب، نجح في فرض النظام بالقوة، مما يثير التساؤلات حول قدرته على تطبيق نهج مماثل على مستوى الدولة. 

ورغم التحديات، فإنه يتجنب التطهير السياسي لأعضاء النظام السابق، مفضلًا تركيز جهوده على بناء قوات أمن موحدة تحت علم واحد.

السياسة الخارجية والمصالح الإقليمية

على الصعيد الدولي، أكدت الصحيفة أن الشرع سعى إلى بناء تحالفات استراتيجية مع دول مثل تركيا، قطر، والسعودية، التي تمتلك مصالح متباينة في سوريا. 

وحسب التقرير فإن تركيا تريد ضمان حدودها الجنوبية، وقطر تطمح لربط الغاز بأوروبا عبر سوريا، بينما السعودية تسعى لاحتواء النفوذ الإيراني. 

والدول الأوروبية أيضًا ترى في سوريا فرصة لتخفيف عبء اللاجئين واستثمارات اقتصادية محتملة.

تحديات إعادة الإعمار والاستقلالية

سوريا تواجه تحديات هائلة لإعادة الإعمار، مع حاجتها لمليارات الدولارات وسط اقتصاد مدمر وشعب يعيش تحت خط الفقر. 

والمساعدات الدولية، رغم ضرورتها، قد تفرض شروطًا تُقيد استقلالية القرار السوري، حسب الصحيفة. 

أما التحدي الأكبر للشرع هو تحويل سوريا إلى دولة ذات دور إقليمي استراتيجي، دون الوقوع في فخ التبعية للدول المانحة.