زعماء الاتحاد الأوروبي يتعهدون بالرد إذا أشعل ترامب حرباً تجارية.. يتوعدون بإظهار “قوتهم”
حذر زعماء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل اليوم الاثنين من أنه لن يكون هناك فائزون في حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مؤكدين أنهم سيردون بقوة إذا فرض الرئيس دونالد ترامب، رسوماً جمركية.
ـ تعهد زعماء الاتحاد الأوروبي
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يظهر قوته إذا نفذ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تهديده باستهداف الاتحاد بسلسلة من الرسوم الجمركية.
وأضاف ماكرون: “إذا تعرضنا لهجوم من حيث التجارة، فسوف يتعين على أوروبا – كقوة حقيقية – أن تدافع عن نفسها”.
واجتمع زعماء الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية مع رئيس الوزراء البريطاني ورئيس حلف شمال الأطلسي لمناقشة الجهود الرامية إلى تعزيز دفاعات أوروبا في مواجهة روسيا – في الوقت الذي يطالب فيه ترامب حلفاء الولايات المتحدة بإنفاق المزيد.
ولكن المناقشات طغت عليها قرارات الرئيس الأمريكي، بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين، مع تهديد ترامب باستهداف الاتحاد الأوروبي بعد ذلك.
وإلى ذلك، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي: إنه يجب بذل كل ما في وسعها لتجنب حرب تجارية “غير ضرورية وغبية على الإطلاق”.
ولم يخف ترامب عدائه للاتحاد الأوروبي، متهماً إياه بمعاملة الولايات المتحدة “بشكل غير عادل للغاية” في التجارة.
وبعد فرض الرسوم الجمركية على جيرانه في أمريكا الشمالية والصين، عزز ترامب موقفه أمس الأحد بقوله: إنه “يخطط بالتأكيد” لاستهداف الاتحاد الأوروبي في المستقبل.
ومن جانبه، قال المستشار الألماني، أولاف شولتز: إن النزاع التجاري سيكون “سيئا للولايات المتحدة وسيئا لأوروبا”، مع تفضيل “التعاون” عبر الأطلسي لكلا الجانبين.
وأضاف: “يمكننا أيضا أن نرد”، في انحراف عن النهج الحذر التقليدي الذي تنتهجه ألمانيا تجاه العلاقات التجارية عبر الأطلسي.
وبدورها، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس: “نحن بحاجة إلى أمريكا، وأمريكا بحاجة إلينا أيضاً”، مضيفةً أنه “لا يوجد فائزون في الحروب التجارية”.
وأمس الأحد، قالت المفوضية الأوروبية: إنها سترد “بحزم” إذا اتخذ ترامب إجراءات ضدها، ونددت بإجراءاته الشاملة ضد كندا والمكسيك والصين.
وقال متحدث باسم المفوضية: “إن الرسوم الجمركية تخلق اضطرابات اقتصادية غير ضرورية وتؤدي إلى التضخم، وهي ضارة لجميع الأطراف”.
وحتى ذلك الحين، كانت بروكسل تقول إنها تأمل في تجنب الصراع التجاري مع ترامب من خلال المفاوضات.
وفي وقت لاحق، أجرى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا مكالمة هاتفية ليلية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.
فيما قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: إن “الزعيمين أكدا على أهمية العلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وكندا وأكدا عزمهما على مواصلة العمل معا”.
ومنذ إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني، تعمل بروكسل على تنويع شراكاتها التجارية، وأعلنت في الأسابيع الأخيرة عن اتفاقية تجارية معززة مع المكسيك واستئناف المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع ماليزيا.
وفي عام 2018، خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب رسوما جمركية على صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية – مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بفرض رسوم جمركية أعلى.
