مصر تطرح بديلاً لخطة ترامب بشأن غزة وتقرير يكشف بنودها

تعمل مصر على تقديم مقترح بديل لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة، والتي تقوم على تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في القطاع، مع إعادة توطين سكانه في مصر والأردن بهدف إقامة مشاريع استثمارية هناك.

وكشفت ثلاثة مصادر أمنية مصرية لوكالة “رويترز” أن الخطة المصرية البديلة تتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة قطاع غزة، مع استبعاد حركة حماس من الحكم، بالإضافة إلى دعم دولي لإعادة إعمار القطاع دون المساس بسكانه أو تهجيرهم، والتقدم نحو حل الدولتين.

وأوضح مصدر حكومي عربي أن ممثلين عن السعودية ومصر والأردن والإمارات والسلطة الفلسطينية سيعقدون اجتماعاً في الرياض لمراجعة المقترح المصري قبل عرضه خلال القمة العربية المقررة في 27 فبراير.

دور محوري للسعودية في الخطة الجديدة

يبدو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيلعب دوراً رئيسياً في بلورة الخطة البديلة وتقديمها للأطراف الدولية. 

وأكد مسؤول أردني أن الاجتماع المرتقب مع ولي العهد السعودي سيكون “حاسماً”، مضيفاً: “نقول للأميركيين إن لدينا خطة عملية، واجتماعنا مع محمد بن سلمان سيكون مفتاح النجاح”.

ويحافظ ولي العهد السعودي على علاقات وثيقة مع إدارة ترامب، ويمثل طرفاً محورياً في تطوير العلاقات العربية الأميركية خلال ولاية الرئيس الأميركي الجديدة، مع تعزيز المملكة لعلاقتها مع واشنطن عبر قنوات سياسية واستثمارية.

وفي هذا السياق، أشار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، إلى القمة العربية المقبلة قائلاً: “الخطة الوحيدة الموجودة حالياً هي خطة ترامب، وهي لا تحظى بقبول واسع، لكنها الوحيدة على الطاولة. إذا كان لديهم بديل أفضل، فهذا هو الوقت المناسب لتقديمه”.

موقف مصر الرافض لإعادة توطين الفلسطينيين

بحسب مصادر مصرية، أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإدارة الأميركية رفضه المشاركة في أي مناقشات في البيت الأبيض إذا كان جدول الأعمال يتضمن خطة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة. 

وأكدت المصادر أن القاهرة سبق أن رفضت الاقتراح الأميركي بتولي إدارة القطاع من إسرائيل، وإنشاء منطقة سياحية “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد تهجير السكان.

وفي إطار الجهود العربية لتقديم رؤية بديلة، تستعد السعودية لعقد اجتماع هذا الشهر يضم مصر والأردن والإمارات لبحث المقترحات الأولية، والتي قد تشمل إنشاء صندوق خليجي لإعادة الإعمار وإقصاء حركة حماس عن المشهد السياسي في غزة.

قلق عربي من تداعيات خطة ترامب

وأفادت مصادر مطلعة بأن دولاً عربية، وعلى رأسها السعودية، تشعر بقلق متزايد تجاه خطة ترامب لإفراغ غزة من الفلسطينيين وإعادة توطينهم في مصر والأردن، وهو مقترح رفضته كل من القاهرة وعمّان فور طرحه، لما قد يترتب عليه من زعزعة الاستقرار الإقليمي.

كما أوضحت المصادر أن السعودية ترى في الخطة الأميركية عقبة أمام تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث كانت المملكة تشترط وجود مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية كجزء من أي اتفاق. 

ويؤثر هذا الشرط أيضاً على صفقة أمنية طموحة بين الرياض وواشنطن تهدف إلى تعزيز أنظمة الدفاع السعودية ضد التهديدات الإيرانية.

وفي سياق الجهود الدبلوماسية العربية، تحدثت “رويترز” إلى 15 مسؤولاً في السعودية ومصر والأردن ودول أخرى، حيث أشارت بعض المصادر إلى إمكانية تقديم الخطة الجديدة تحت اسم “خطة ترامب”، في محاولة لضمان قبولها من الإدارة الأميركية.