ما هي رسائل أحمد الشرع من زياراته إلى الشمال والساحل السوري بأول جولاته الداخلية كرئيس؟
بدأ الرئيس السوري، أحمد الشرع، جولات على عدة محافظات سورية، وهي الأولى منذ توليه السُلطة قبل نحو شهر، باعثًا من خلالها رسائل إلى الداخل السوري، وذلك بعد أن زار دولًا إقليمية.
استهلّ الشرع زياراته من محافظة إدلب، منطلق الفصائل العسكرية خلال المعركة الحاسمة في البلاد التي أسفرت عن إسقاط نظام بشار الأسد البائد، ثم تبعتها جولات إلى حلب وعفرين والساحل السوري، وتحديدًا في محافظتي اللاذقية وطرطوس.
وحول ذلك، يقول الدكتور أحمد الحسين، الخبير السياسي السوري: “إن أهمية زيارة رئيس الجمهورية، أحمد الشرع، إلى مناطق شمال سوريا، تنبع من كونه كان يعرفها مقاتلًا، واليوم يعود إليها رئيسًا مفوضًا من الفصائل العسكرية الشرعية الثورية”.
ويضيف: “رسالته الأولى كانت من مخيمات النازحين، حيث وعدهم بإعادتهم إلى مدنهم وقراهم، مؤكدًا أنه لم ينسَهم. كما أن ظهوره اتّسم بالبساطة والتواضع، بعيدًا عن صور التمجيد التي اعتدنا عليها في عهد النظام السوري، ليكون بذلك تأكيدًا على أن صورة الرئيس الإله قد حطمها السوريون ولن تعود”.
ويوضح الحسين أن زيارة “الشرع” إلى عفرين كانت مهمة، إذ أكد خلالها أن الاعتداء على هذه المدينة وغيرها قد انتهى، وأن هناك دولة مواطنة وقانونًا سيضمنان لكل ذي حقٍّ حقَّه. كما أشار إلى أن زيارة حلب، العاصمة الصناعية والتجارية للبلاد، تؤكد ضرورة عودتها إلى سابق عهدها مع تحسين أوضاعها.
ويتابع: “أما زيارة الساحل السوري، فقد جاءت لتؤكد أن عهد الأسد للأبد قد زال دون رجعة، وأن لأهل هذه المناطق الحق في العيش والمشاركة في بناء سوريا الجديدة بدون تهميش أو خوف عليهم”.
وكان الشرع، الذي نصبته الفصائل العسكرية في سوريا رئيسًا للفترة الانتقالية، قد زار السعودية وتركيا، كما استقبل وفودًا دولية من دول عربية وغربية، طمأن خلالها المجتمع الدولي بأنه يعمل على بناء دولة جديدة تمثل جميع مكونات الشعب السوري.
