أردوغان يتحدث عن دخول تركيا مرحلة جديدة من تاريخها
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده دخلت مرحلة جديدة في جهودها للقضاء على الإرهاب، مشدداً على أن الهدف الأساسي هو تعزيز الوحدة الوطنية وإيجاد بيئة شاملة يشعر فيها الجميع بالانتماء دون إقصاء.
وقال أردوغان، في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة: “اعتباراً من الأمس، بدأنا مرحلة جديدة في مساعينا لجعل تركيا خالية من الإرهاب”. وأضاف: “مسؤوليتنا تجاه شعبنا تقتضي إرساء وتعزيز مناخ يجمع الجميع تحت مظلة واحدة، حيث لا يُستثنى أحد”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده أمام فرصة تاريخية لاتخاذ خطوات حاسمة للقضاء على التهديدات الإرهابية، موضحاً: “لدينا فرصة لاتخاذ خطوة حاسمة نحو إزالة الجدار الذي بناه الإرهاب بين أبناء شعبنا، وهو تاريخ يمتد لألف عام من الأخوة”.
دعوة أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني
تأتي تصريحات أردوغان بعد يوم من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، حزبه إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، مؤكداً أن الوقت قد حان لتحمل “المسؤولية التاريخية” في هذا الشأن.
وفي السياق ذاته، شدد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر تشيليك، على ضرورة أن تحذو كافة التنظيمات الكردية المسلحة في سوريا والعراق حذو حزب العمال الكردستاني وتلقي سلاحها، استجابة لدعوة أوجلان.
وأكد أن “تركيا لن تسمح بأن تستمر القوى الاستعمارية في استخدام التنظيمات الإرهابية لتهديد أمنها وأمن المنطقة، وكل من يختار حمل السلاح تحت أي مسمى، سيجد نفسه في مواجهة الجمهورية التركية”.
ردود فعل من قوات سوريا الديمقراطية
من جانبه، علّق قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، على دعوة أوجلان، قائلاً: “تصريحه موجه بشكل أساسي لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، ولم يكن متعلقاً مباشرة بمنطقتنا”، في إشارة إلى الأكراد في سوريا. وأضاف: “رغم ذلك، فإن أي وقف لإطلاق النار بين الحزب وتركيا قد يكون له تأثير إيجابي على منطقتنا”.
الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
يُصنَّف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقد خاض صراعاً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.
ورغم أن الطرفين اقتربا في فترات سابقة من اتفاق سلام، إلا أن المفاوضات انهارت قبل نحو عقد، عندما زادت الأحزاب الكردية من نفوذها السياسي، مما اعتُبر تهديداً لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وأدى ذلك إلى تصعيد أمني مكثف من قبل القوات التركية، دفع العديد من مقاتلي الحزب إلى اللجوء لسوريا والانضمام إلى وحدات حماية الشعب.
