السوريون يحتفلون في الذكرى 14 لانطلاق الثورة السورية.. إليك أبرز محطاتها
في مثل هذا اليوم قبل سنوات، خرج السوريون إلى الشوارع مطالبين بالحرية والكرامة، غير مدركين أنهم على أعتاب واحدة من أكثر الثورات تعقيدًا وطولًا في التاريخ الحديث.
وبعد أكثر من عقد من النضال، انتهت الثورة السورية بإسقاط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول العام الفائت، لتبدأ البلاد مرحلة جديدة من تاريخها السياسي والاجتماعي.
في هذا المقال، نستعرض أبرز المحطات التي مرت بها الثورة السورية منذ انطلاقها حتى سقوط النظام.
الشرارة الأولى: احتجاجات درعا (مارس 2011)
بدأت الثورة السورية في آذار/مارس 2011 عندما خرجت مظاهرات في أحد أسواق دمشق نادت بالحرية، وقامت قوات الأمن باعتقال عدد من المشاركين، إلا أن المظاهرة التي انتهت بوقت قصير لم تكن الشرارة القوية حيث كانت درعا المحافظة الجنوبية تعيش أجواء مشحونة، بعد تعديات من قوات الأمن السورية على أهالي درعا البلد، لتخرج أول مظاهرة هناك في 18 آذار احتجاجًا على اعتقال وتعذيب أطفال كتبوا شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم.
واجهت قوات الأمن هذه الاحتجاجات بالرصاص، مما أدى إلى سقوط أولى الضحايا، وأجّج الغضب الشعبي الذي امتد إلى مدن سورية أخرى.
ويطالب أهالي درعا اليوم بتثبيت تاريخ 18 آذار كيوم رسمي لانطلاق الثورة السورية، وقد وجهت نقابات إضافة إلى ناشطين ووجهاء رسائلاً للحكومة السورية الجديدة حول الأمر، لكنهم أشاروا إلى أنهم لم يجدوا إجابة بعد.
توسع الاحتجاجات وتحولها إلى ثورة شاملة (2011-2012)
خلال الأشهر الأولى، توسعت الاحتجاجات السلمية لتشمل معظم المحافظات السورية، مطالبةً بإسقاط النظام.
واجهت السلطات هذه الاحتجاجات بالقمع العنيف، مما دفع بعض المتظاهرين والعسكريين المنشقين إلى حمل السلاح، ليشهد العام 2012 ظهور أولى ملامح الحرب.
عسكرة الثورة وتدخل القوى الإقليمية والدولية (2013-2015)
بحلول عام 2013، تصاعدت وتيرة القتال بين المعارضة والنظام، خاصة بعد استخدام الأخير للسلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين.
كما شهدت هذه المرحلة تدخل قوى إقليمية ودولية، حيث دعم كل طرف الفصائل المتناحرة، مما زاد من تعقيد المشهد السوري.
ظهور داعش وإعادة خلط الأوراق (2014-2017)
شكل ظهور تنظيم (داعش) عام 2014 منعطفًا جديدًا في الصراع، إذ استولى التنظيم على مساحات واسعة من سوريا والعراق، ما دفع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة للتدخل لمحاربته.
هذا التغير أثر بشكل كبير على الثورة السورية، حيث تحول التركيز الدولي من إسقاط النظام إلى محاربة الإرهاب.
التدخل الروسي وانقلاب موازين القوى (2015-2019)
في أيلول/سبتمبر 2015، تدخلت روسيا عسكريًا لدعم نظام الأسد، مما مكنه من استعادة السيطرة على معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
وبفضل هذا الدعم، شن النظام حملات عسكرية مكثفة أدت إلى استعادة حلب (2016) والغوطة الشرقية ودرعا (2018) وإدلب جزئيًا (2019).
التراجع التدريجي للثورة وتصاعد الحراك السياسي (2020-2023)
مع تراجع العمليات العسكرية، بدأ المشهد السوري يشهد تحولًا نحو الحراك السياسي، حيث برزت مفاوضات الحل السياسي برعاية الأمم المتحدة.
رغم ذلك، استمرت المظاهرات في بعض المناطق، مطالبة برحيل النظام والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب.
سقوط النظام وبداية مرحلة جديدة (8 كانون الأول 2024)
بعد سنوات من الضغوط الاقتصادية والعزلة الدولية، شهدت سوريا في أواخر عام 2024 تصاعدًا غير مسبوق في الاحتجاجات الشعبية، مدفوعة بالأزمة الاقتصادية الخانقة وانهيار مؤسسات الدولة، ثم شنت فصائل المعارضة عملية عسكرية “خاطفة” استمرت 11 يوماً وفي 8 كانون الأول 2024، أعلن سقوط نظام بشار الأسد، إيذانًا ببدء مرحلة انتقالية جديدة.
