تحميل سعر البتكوين... | تحميل الدولار مقابل الليرة التركية... | تحميل الدولار مقابل الليرة السورية... | تحميل الدولار مقابل الدينار الجزائري... | تحميل الدولار مقابل الجنيه المصري... | تحميل الدولار مقابل الريال السعودي...
اخبار سورياحورات خاصة

خاص|| صراع خلف الكواليس يحدد مصير سوريا.. و”رسائل” للشرع قبل نفاد الوقت

بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، شهدت المنطقة تحولات جيوسياسية عميقة، أبرزها تصاعد التوترات بين تركيا وإسرائيل نتيجة تضارب مصالحهما في الساحة السورية.

تركيا، التي دعمت المعارضة السورية لفترة طويلة، تسعى إلى تحقيق استقرار ووحدة الأراضي السورية، لكن هذا لا يخفي مصالحها هناك، والتي تطرق لها مسؤولين أتراك بينهم الرئيس التركي رجب أردوغان، بينما تنظر إسرائيل بحذر إلى التطورات الجديدة، مفضلة بقاء سوريا مجزأة لضمان أمنها من جهة، وضمات علاقات مع حلفاء داخل سوريا من جهة ثانية، علاوةً على المشروع الكبير الذي لا يخفيه الإسرائيليين سواء عبر اختصاره بما يدعى “ممر داوود” أو حقيقته الرئيسية وهي الحلم بدولة إسرائيل الكبرة “من البحر إلى النهر”، وبين هذا الصراع خلف الكواليس يظهر أيضاً تحركات روسية وإيرانية وأمريكية، لتزيد من تعقيد المشهد.

  • إسرائيل والتصعيد ضد الإدارة السورية الجديدة

واصلت إسرائيل توغلها بالأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الفائت، وقصفت مواقع عسكرية في عدة مناطقها لا سيما الجنوب السوري، ولوّح قادتها بأنهم ملتزمون بحماية “الأقلية الدرزية” في سوريا، وأكدوا عملهم على منع تواجد الجيش السوري الجديد في الجنوب السوري تماماً.

 

يرى المحامي والخبير السياسي السوري حسان الأسود، في حديث لوكالة “ستيب الإخبارية” أن “إسرائيل ترى في انهيار سوريا فرصة استراتيجية لفرض سيطرتها على المنطقة. وهي تحاول التأثير على الإدارة الأمريكية لدعم تفتيت سوريا إلى كانتونات طائفية وقومية”.

ويقول: “انهيار نظام الأسد، الذي كان قائماً على حكم أقلوي عابر للطوائف، شكّل خسارة كبيرة لإسرائيل، وهي تسعى لتعويضها بتفتيت البلاد”.

 

وبحسب الأسود، أدانت الخارجية السورية الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة في درعا وحمص، لكن هذا هو الحد الأقصى الذي يمكن للإدارة الجديدة القيام به في ظل الاختلال الشديد في توازن القوى مع إسرائيل والمشاكل الهائلة التي تعاني منها البلاد.

ويضيف: “لا يمكن للإدارة التحرك عسكرياً للدفاع عن سيادتها، وحتى دبلوماسياً ما زالت ضعيفة للقيام بحملة في الأمم المتحدة”.

 

وأكدت الحكومة السورية والأمم المتحدة أن التوغلات الإسرائيلية تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974 بين البلدين ودعت إسرائيل إلى الانسحاب.

  • استغلال فجوة

 

يشير “الأسود” إلى أن هناك شعوراً عاماً في المحافظتين الجنوبيتين في سوريا بأن الإدارة الجديدة لا تكنّ الودّ لهما، وقد درجت منذ وصولها للسلطة على تعيين الموالين لها في المراكز السياسية والإدارية والأمنية والعسكرية. من جهة أخرى، تستغل إسرائيل هذه المسألة وتحاول دق إسفين بين أبناء البلد الواحد لتحقيق مصالحها.

 

ويؤكد الأسود أن “هناك صراعاً لملء الفراغ الإيراني، وأوجه الصراع عديدة، لكنها جميعاً تصب في خانة السيطرة الاستراتيجية على سوريا، التي هي بوابة تركيا إلى العالم العربي ومحط أطماع إسرائيل للوصول إلى الفرات ومنها إلى كردستان العراق لتكون على حدود إيران رسمياً”.

 

من جانبه، يرى الدكتور مهند أوغلو، الخبير في العلاقات الدولية، خلال حديث لـ “ستيب الإخبارية” أن “الصراع الإسرائيلي التركي في سوريا ذو بعدين: الأول هو التنافس في المنطقة عموماً، وفي الملف السوري بشكل خاص، حيث تحاول إسرائيل أن يكون لها وضع خاص في سوريا بعد توسع الدور التركي. الثاني هو البعد الأمني، حيث تحاول تل أبيب الضغط على أنقرة لدفع دمشق نحو تطبيع بارد معها لضمان أمن حدودها”.

 

كما التقت “ستيب” الدكتور أندريه تشوبروجين، عضو مجلس الشؤون الدولية الروسي الذي قال: “إن إسرائيل تخشى من إمكانية الصدام مع الجيش التركي على الأرض السورية، ولذلك تحتاج إلى وجود روسيا كمصدّ”، حيث ذكرت تقارير أن تل أبيب طلبت من موسكو بقاء قواعدها بسوريا.

 

 

  • صدام تركي إسرائيلي

نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن أسلي أيدنتاسباس من معهد بروكينغز ومقره واشنطن قولها: “أصبحت سوريا مسرحا لحرب بالوكالة بين تركيا وإسرائيل، اللتين تريان بعضهما كمنافسين إقليميين.. هذه ديناميكية خطيرة جدا لأن هناك تصادما في المواقف التركية والإسرائيلية بشأن جميع ما يتعلق بالانتقال السياسي في سوريا”.

إلا أن تقريراً من معهد دراسات الأمن القومي -وهو مؤسسة بحثية يترأسها رئيس سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- يشير إلى أن إسرائيل قد تستفيد من التواصل مع تركيا “القوة الإقليمية الوحيدة التي تتمتع بنفوذ كبير على القيادة السورية، للحد من خطر الصراع العسكري بين إسرائيل وسوريا”.

 

أما مشاريع الدولتان التي تظهر بين الفينة والأخرى تزيد حالة الصدام والصراع أملاً بتحقيقها، فتركيا التي قال رئيسها بعد سقوط نظام بشار الأسد بأيام رداً على تساؤلات حول سبب دعمه لسوريا ومصالحه فيها: “إن مثل هذه التساؤلات تأتي نتيجة لجهل بالتاريخ أو تعصب أيديولوجي”، وأضاف: “لو كانت نتائج الحرب العالمية الأولى مختلفة، لكانت مدن الرقة، وحلب، وإدلب، ودمشق؛ مثل عنتاب وأورفة جزءاً من مدننا”، في إشارة إلى أنقرة كانت ترغب لو كانت هذه المناطق تحت سيطرتها للأبد.

 

كما أن تركيا التي تستضيف ملايين السوريين لاجئين فيها في ظل وضع اقتصادي يزداد سوءاً، طالما أرادت حلولاً لهذا الملف وطرحت أنقرة بالعديد من المناسبات خططاً لإقامة منطقة آمنة على الحدود تأوي النازحين السوريين، بالوقت الذي تشهد المناطق التي دعمتها في أرياف حلب وإدلب حالة من الانتماء النسبي لتركيا حيث ترفع أعلامها هناك وتسمّى المنشآت فيها باللغة التركية، في إشارة إلى حجم السيطرة الفعلية لتركية على تلك المناطق.

 

بينما إسرائيل التي تناقلت وسائل إعلامها خارطة “مقسمة” سوريا لأقاليم أظهرت أنها تخطط لإقامة ممر يربط إسرائيل بالمناطق الشمالية الشرقية من سوريا وهي إحدى أغنى مناطق سوريا بالثروات الزراعية والنفطة، لكن هذا رآه محللون أنه جزء من سلخ أراضٍ سورية لصالحها من خلال تطبيق فعلي لمشروع “إسرائيل الكبرى”، حيث قد تلجأ تل أبيب لسيطرة “ناعمة” على تل المناطق، ولو تحققت ربما تصل لسيطرة فعلية كما فعلت بالأراضي الفلسطينية قبل عقود.

 

  • معاهدة دفاعية بين سوريا وتركيا وضغوط إسرائيل وأمريكا

مع استمرار الضربات الإسرائيلية في سوريا، جرى الحديث عن توقيع اتفاقية عسكرية بين سوريا وتركيا، وقالت تقارير إن تركيا بدأت العمل على إقامة قواعد وتقديم مساعدات عسكرية لسوريا.

يشير أوغلو إلى أنه “تم بالفعل توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين أنقرة ودمشق، وهناك قواعد عسكرية تركية في سوريا”.

ويضيف: “لن تفلح ضغوطات إسرائيل وأمريكا في منع هذا التعاون، بل سيكون هناك تعاون أكبر على مستوى الاستخبارات وبناء الجيش السوري الجديد، مما يقلق إسرائيل”.

 

وبحسب أوغلو، من مصلحة واشنطن أن تكون أنقرة ذات ثقل كبير في الملف السوري. ويقول: “تركيا ستحاول الضغط لرفع العقوبات عن سوريا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن المتوقع أن تنجح في ذلك لأن المجتمع الدولي بحاجة إلى استقرار الوضع في سوريا لتمهيد عودة اللاجئين”.

 

وفي تصعيد جديد ضد حكومة نتنياهو، صرّح الرئيس التركي جب طيب أردوغان بأن: “هناك قوى -لم يسمها- تحاول زعزعة الأمن والاستقرار داخل سوريا انطلاقا من إثارة النعرات الدينية والعرقية”، مؤكدا أن بلاده “لن تسمح بتقسيم المنطقة أو إعادة رسم حدوها بأطماع توسعية كما فعلوا قبل قرن من الزمان”، وأنهم سيجدون تركيا في مواجهتهم هذه المرة.

 

تصريحات أردوغان تلك جاءت رداً على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت محيط مدينة درعا قبل يومين.

 

  • توتر العلاقات التركية الإيرانية بسبب الملف السوري

أما إيران التي لم تستوعب الصدمة مع انهيار حليفها بشار الأسد وهروبه إلى موسكو، مما تسبب بانقطاع طريق امداد ميليشيا حزب الله في لبنان، وانهيار ما كان يسمى “محور المقاومة”، فإن قادتها صرّحوا مراراً بأن الوضع بسوريا لن يستمر بالهدوء، وهو ما تمثل حقيقة من خلال محاولة تمرد مسلح على الحكومة السورية الجديدة، جرت بقيادة فلول النظام السابق وبدعم إيراني.

 

وتوترت العلاقة على إثر ذلك بين تركيا وإيران، وبحسب أوغلو: “العلاقات التركية الإيرانية آخذة في التصعيد بسبب الملف السوري، وقد نشهد توترات غير مسبوقة. كانت العلاقة بين تركيا وإيران تنافسية، ومع التطورات الأخيرة في سوريا، قد تتفاقم التوترات بين البلدين”.

 

  • موقف روسيا من الإدارة السورية الجديدة

 

أما روسيا التي استقبلت الرئيس السوري الهارب بشار الأسد وآلاف من ضباط قواته، لا تزال تمتلك قواعد عسكرية استراتيجية لها في الشرق الأوسط هي قاعدتي اللاذقية وطرطوس، وكانت مضطرة للتواصل مع الإدارة السورية الجديدة.

يقول أندريه تشوبريجين، عضو مجلس الشؤون الدولية الروسي: إن “روسيا لم تقرر بعد كيفية التعامل مع الجماعة في دمشق، والسبب هو أن هذه الجماعة تُعتبر امتداداً لتنظيم القاعدة. الأحداث الأخيرة أثبتت هذا الموقف، وروسيا في فترة انتظار حالياً.

 

وبحسب تشوبريجين، لا “صحة للأحاديث عن دعم روسيا وإيران للتمرد في الساحل السوري”.

ويضيف: “هذه الأحاديث تأتي من دوائر أوروبية رحبت بتولي الجماعات المسلحة في دمشق بعد سقوط الأسد. الأحداث الرئيسية هي ظاهرة الإبادة الجماعية ضد العلويين والمسيحيين، وهو نمط الإرهاب المعتاد في هذه المنطقة”.

 

ولا يتوقع تشوبريجين أن تتوصل روسيا إلى اتفاق جديد مع الإدارة السورية الجديدة لبقاء قواعدها في سوريا. حيث ذكرت تقارير أن الرئيس السوري أحمد الشرع طالب روسيا بتسليم بشار الأسد وضباط قواته لمحاكمتهم مقابل توسيع العلاقات بين دمشق وموسكو.

وحول ذلك يقول الخبير الروسي: “لا توجد فرصة لروسيا للقيام بمثل هذه الصفقة. هذا يتعارض مع النمط الروسي في التعامل مع مثل هذه القضايا”.

 

  • ترامب سيد الموقف

لا يزال الموقف الأمريكي من سوريا بعد سقوط الأسد غير واضح، فبالوقت الذي دعمت واشنطن اتفاق قوات قسد والحكومة السورية الجديدة، نددت الولايات المتحدة وأبدت تخوفها من وجود عناصر غير سوريين في الجيش السوري الجديد. كم أن استمرار وجود القوات الأمريكية على رأس التحالف ضد تنظيم داعش وبقائها بسوريا ما يزال قيد الدراسة بواشنطن.

 

وقالت تقارير إن مسؤولين في البيت الأبيض عقدوا مشاورات مع شخصيات سورية وغير وسورية، للتباحث في الموقف وما يجب أن تكون عليه سياسة الرئيس الحالي دونالد ترامب من سوريا.

وتحدّث أحد المشاركين في هذه المشاورات مع وسائل إعلام وكشف “أن فريق ترامب في مجلس الأمن القومي ينظر الآن إلى سوريا من باب مكافحة الإرهاب” وقد عبّر هذا الفريق الأميركي عن شكوك ضخمة في شخص وتوجهات أحمد الشرع الرئيس السوري الحالي، وفي المنظومة الأمنية والعسكرية والمدنية الحاكمة معه.

إلا أن محللين قرأوا إشارات “غير جيدة” من الموقف الأمريكي الذي يجري الإعداد له، والإشارة الأولى هي القرار الجديد للرئيس ترامب بحظر دخول السوريين إلى أميركا ضمن القائمة الحمراء التي تصنف سوريا ضمن مجموعة من الدول الموصوفة أميركيا كإرهابية أو داعمة للإرهاب مثل أفغانستان وإيران وليبيا والصومال واليمن.

والإشارة الثانية هي تصريحات نائبه حول عدم نية بلاده إرسال قوات عسكرية والاستعاضة عنها بالضغوط السياسية والاقتصادية لحماية الفئات المستهدفة في سوريا والحد من نشاط الارهابيين.

وبدورها إسرائيل تضغط على فريق ترامب لقبول مقترح “تقسيم سوريا”، بينما هناك رأي آخر تحدث عنه وسائل إعلام أمريكية يطالب بإعطاء فرصة للإدارة السورية الجديدة ورفع العقوبات عن سوريا، على اعتبار أن انهيار البلاد والسماح بعودة إيران قد يسبب المزيد من الفوضى. وبالتالي لإن قرار ترامب قد حول سوريا قد يحدد مستقبل البلاد.

ومن جانبها أرسلت أوروبا رسالة واضحة للرئيس الشرع، من أوضحها مقال نشره رئيس الاستخبارات البريطانية السابق في فاينانشيل تايمز، حيث أكد أن “الوقت أمام الشرع بات محدوداً جداً للالتزام بتعهداته بتطبيق سياسات عامة وجامعة وغير إقصائية”، وهو الحل الوحيد للنهوض بالبلاد وعدم جرّها للتقسيم وإبعادها عن التدخلات الخارجية التي ستزعزع استقراراها.

 

اقرأ أيضاً|| 5 سنوات مفصلية بتاريخ البلاد.. خبراء يشرحون نقاطاً “مخيفة” في الإعلان الدستوري لسوريا

 

خاص|| صراع خلف الكواليس يحدد مصير سوريا.. و"رسائل" للشرع قبل نفاد الوقت
خاص|| صراع خلف الكواليس يحدد مصير سوريا.. و”رسائل” للشرع قبل نفاد الوقت

 

إعداد: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى