بالفيديو|| مع احتفالات عيد النيروز.. مواطن من أكراد سوريا يوجه “رسالة” للحكومة

يعتبر عيد النيروز من أهم الأعياد القومية لدى الأكراد في مختلف مناطق تواجدهم، بما في ذلك سوريا. ويحمل هذا العيد معاني رمزية ترتبط بالحرية والتجدد، إلى جانب كونه مناسبة للاحتفال بقدوم الربيع وبداية السنة الجديدة وفق التقويم الشمسي. على الرغم من كونه عيدًا تراثيًا له جذور تاريخية عميقة، فإن احتفال الأكراد السوريين به يتجاوز البعد الثقافي، ليأخذ أحيانًا طابعًا سياسياً يعبر عن هويتهم القومية وتطلعاتهم.

أصل عيد النيروز ومعناه

يعود أصل عيد النيروز إلى أسطورة كاوا الحداد، التي تحكي عن انتفاضة ضد الطاغية “ضحاك”، حيث نجح كاوا في القضاء عليه وإشعال النيران على قمة الجبال إيذانًا بانتصار الحرية. ولهذا السبب، ترتبط شعلة النار بالنيروز، حيث يشعل الأكراد النيران خلال الاحتفالات تعبيرًا عن استمرار روح المقاومة والتجدد. 

احتفالات الأكراد السوريين بعيد النيروز

في سوريا، يحتفل الأكراد بالنيروز كل عام في 21 مارس، رغم التحديات السياسية التي واجهتهم في بعض الفترات التاريخية.

وتشمل الاحتفالات التجمعات الجماهيرية في الساحات والجبال، حيث ترتدي النساء والرجال الأزياء الكردية التقليدية الزاهية، وترفع الأعلام الكردية، كما يتم إشعال النيران على التلال والجبال، في طقس يجمع بين البهجة والرمزية. 

تتضمن الاحتفالات أيضًا الرقصات الشعبية مثل رقصة “الدبكة” الكردية، والأغاني الفلكلورية التي يؤديها الفنانون، والتي تعكس حب الأرض والحرية. وتعد الأطباق التقليدية جزءًا مهمًا من النيروز، حيث يتم تحضير المأكولات الخاصة بهذه المناسبة مثل “الكباب” و”الباجا”. 

رسالة مواطن كردي سوري للحكومة السورية

وفي حديث لوكالة “ستيب نيوز” قال أحد المواطنين السوريين الأكراد: “نحتفل هذا العام بعيد النيروز بعد القضاء على النظام السابق الاستبدادي، ونحن كمواطنين أكراد كنا نتمنى من الدولة الجديدة لو أصدرت قراراً بجعل هذا اليوم عطلة رسمية، وجعله يوم وطني لكل السورين”.

وأضاف: “نتمنى لكل الشعب السوري أن يتحدوا ويحبوا بعضهم ويساندوا بعضهم ويسامحوا بعضهم، لأنه بالتسامح يمكن أن نبني كل شيء”.

النيروز بين الفرح والتحديات

لم يكن الاحتفال بالنيروز في سوريا دائمًا بالأمر السهل، فقد واجه الأكراد في بعض الفترات قيودًا على ممارسته، حيث اعتُبر لفترة طويلة عيدًا ذا بعد سياسي أكثر منه ثقافيًا. لكن بعد عام 2011، ومع تغير الأوضاع السياسية في مناطق الأكراد، أصبح النيروز يُحتفل به بشكل أوسع، وتحول إلى مناسبة وطنية جامعة تعبر عن تراث وهوية الأكراد في سوريا. 

ويظل عيد النيروز بالنسبة للأكراد في سوريا أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال ببداية الربيع، فهو رمز للحرية والهوية والمقاومة الثقافية. ورغم التحديات التي مر بها، فإن النيروز يثبت في كل عام أنه مناسبة تتجدد فيها الروح الكردية، ويؤكد من خلالها الأكراد على تمسكهم بتراثهم العريق.