بعدما هاجم قاعدة إسرائيلية.. ماذا تعرف عن الوشق المصري الذي شغل مواقع التواصل الاجتماعي
تصدر الوشق المصري، خلال الساعات القليلة الماضية، ترند منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وذلك بعدما هاجم عدد من الجنود الإسرائيليين داخل قاعدة عسكرية إسرائيلية، بالقرب من جبل حريف على الحدود المصرية الإسرائيلية.
ووفقاً لتقارير عبرية، فقد تمكن الوشق من التسلل عبر الحدود إلى القاعدة، وهاجم الجنود ما أسفر عن إصابتهم بجروح طفيفة.
– ماذا نعرف عن الوشق المصري
الوشق المصري، المعروف علميا باسم Caracal caracal، هو أحد القطط البرية المتوسطة الحجم التي تعيش في الصحارى والسافانا والمناطق الجبلية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
يتميز هذا الحيوان بمظهره الفريد، إذ يمتلك آذانًا طويلة تنتهي بخصلة سوداء من الفرو، مما يمنحه مظهرا مهيبا يساعده في التمويه وسط الطبيعة القاسية.
يعد الوشق المصري من الحيوانات المفترسة التي تعتمد على مهارات الصيد الفائقة، حيث يمتلك قدرة هائلة على القفز لمسافات طويلة في الهواء للإمساك بفرائسه، مثل الأرانب البرية والطيور الصغيرة. كما أنه قادر على التأقلم مع البيئات الجافة بفضل نشاطه الليلي الذي يقلل من فقدان السوائل في جسمه.
تاريخ الوشق في مصر القديمة
يعود ارتباط المصريين القدماء بالوشق إلى آلاف السنين، حيث عُثر على رسوم ونقوش لهذا الحيوان في المعابد والمقابر الفرعونية، مما يدل على أهميته في الثقافة المصرية القديمة. اعتبر الفراعنة الوشق رمزا للقوة والدهاء، واحتفوا به كحيوان مقدس يعكس صفات الصياد البارع والذكاء الحاد.
ويُعتقد أن المصريين القدماء قد استأنسوا بعض الأوشاق أو استخدموها للمساعدة في صيد الطيور، نظرًا لقدرتها الفائقة على القفز وصيد الفرائس بسرعة ودقة. وكانت بعض تماثيل ورسومات الوشق تظهر بجوار الملوك أو الآلهة، مما يدل على مكانته المميزة.
رمزية الوشق عند الفراعنة
في المعتقدات المصرية القديمة، ارتبط الوشق بالعديد من المفاهيم الروحية، حيث كان يُنظر إليه على أنه رمز للحماية والقوة.
يُعتقد أن المصريين القدماء ربطوه بإحدى الآلهة الحامية، التي تمثل الشجاعة والمكر في مواجهة الأعداء، كما ارتبط بصفات مثل السرعة والبصيرة الحادة، مما جعله جزءًا من الأساطير والطقوس الفرعونية.
في بعض الجداريات، ظهر الوشق بجانب الصيادين والنبلاء، مما يعكس دوره في المساعدة على توفير الطعام، بالإضافة إلى اعتباره رمزا لحماية الأراضي والموارد.
ومن المحتمل أن استخدامه كرمز في بعض الفنون المصرية القديمة كان يشير إلى التوازن بين القوة والرشاقة، وهو ما كان الفراعنة يحرصون على تجسيده في حياتهم الدنيوية والروحية.
لا يزال الوشق المصري حتى اليوم أحد أروع الحيوانات البرية التي تعكس عظمة الحياة البرية في مصر القديمة، ورمزية هذا الحيوان في الحضارة الفرعونية تبرز مدى اهتمام الفراعنة بالحياة الطبيعية وتقديرهم لقدرات الحيوانات المفترسة.
ومع استمرار جهود الحفاظ على الحياة البرية، يظل الوشق المصري جزءًا أصيلا من التراث البيئي والتاريخي لمصر.
