في خطوة وُصفت بأنها تعكس توجّه دمشق المتزايد نحو الانفتاح الدولي، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية اليوم الأربعاء اعتراف سوريا الرسمي بجمهورية كوسوفو دولةً مستقلة وذات سيادة.
وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن اجتماعاً ثلاثياً عُقد في العاصمة السعودية الرياض ضمّ كلاً من الجمهورية العربية السورية والمملكة العربية السعودية وجمهورية كوسوفو، جرى خلاله بحث سبل تعزيز العلاقات والتفاهم المشترك، بما في ذلك مسألة الاعتراف المتبادل وفتح آفاق التعاون الثنائي.
وأضافت الوزارة أن دمشق، "وانطلاقاً من إيمانها بحق الشعوب في تقرير مصيرها وحرصها على تعزيز مبادئ السلام والاستقرار في منطقة البلقان والعالم"، تعلن اعترافها بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة.
وأكد البيان أن هذا القرار يأتي في إطار السياسة السورية الجديدة القائمة على توسيع جسور التعاون والانفتاح مع مختلف دول العالم، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز علاقات الصداقة بين الشعوب.
كما عبّرت الخارجية السورية عن تقديرها العميق لجهود المملكة العربية السعودية ودورها البنّاء في تقريب وجهات النظر ودعم الحوار والتفاهم، موضحة أن هذه الجهود "أسهمت في تهيئة الظروف المناسبة لاتخاذ هذا القرار التاريخي".
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن دمشق تتطلع إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع جمهورية كوسوفو في أقرب وقت ممكن، والعمل على تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
ويعدّ هذا الاعتراف تحوّلاً مهماً في السياسة الخارجية السورية، إذ يمثل أول اعتراف رسمي من دمشق بجمهورية كوسوفو منذ إعلان الأخيرة استقلالها عام 2008، كما يعكس توجهاً متزايداً لدى الحكومة السورية الانتقالية نحو إعادة بناء علاقاتها الدولية بعد سنوات من العزلة السياسية.
