تشهد جبهة الشرق الأوكرانية تصعيدًا ميدانيًا جديدًا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن جنودًا أوكرانيين في مدينة بوكروفسك بدأوا في الاستسلام مع تضييق القوات الروسية الخناق على المدينة، التي تُعد من آخر المعاقل الاستراتيجية للجيش الأوكراني في إقليم دونباس.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن الوزارة قولها، اليوم السبت، إن القوات الروسية تمكنت من هزيمة وحدة من القوات الخاصة الأوكرانية حاولت دخول المدينة المحاصَرة لعرقلة التقدم الروسي. وأضافت أن "جميع الجنود الذين نزلوا من المروحية تم القضاء عليهم"، في إشارة إلى عملية إنزال نفذتها أوكرانيا مؤخرًا.
أهمية بوكروفسك
تُعد بوكروفسك موقعًا استراتيجيًا بالغ الأهمية في شرق أوكرانيا، إذ تُوصف بأنها "بوابة دونيتسك"، والسيطرة عليها تفتح الطريق أمام موسكو للتقدم نحو كراماتورسك وسلوفيانسك، وهما آخر مركزين رئيسيين للقوات الأوكرانية في المنطقة.
وتسعى روسيا إلى فرض سيطرة كاملة على دونباس، التي تضم مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك، وتمثل أحد الأهداف الرئيسية لحملتها العسكرية المستمرة منذ عام 2022. وتشير تقديرات ميدانية إلى أن القوات الروسية تسيطر حاليًا على نحو 90% من الإقليم.
كما تقع على بُعد 10 كيلومترات غربي بوكروفسك المنجم الوحيد في أوكرانيا لإنتاج فحم الكوك المستخدم في صناعة الصلب، والذي أعلنت شركة "ميتنفيست" الأوكرانية إيقاف أعماله في يناير الماضي.
التحركات الأوكرانية
في المقابل، دفعت أوكرانيا بوحدات النخبة الخاصة إلى داخل المدينة في محاولة لتعزيز مواقعها. وأفادت تقارير لوكالة رويترز أن طائرة "بلاك هوك" تابعة للجيش الأوكراني أنزلت عددًا من الجنود في أحد الحقول القريبة من بوكروفسك.
لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إنها استهدفت المجموعة بالكامل، بينما أكد مصدر عسكري أوكراني لرويترز أن أفراد الوحدة ما زالوا على قيد الحياة، وأن العملية الأوكرانية "لا تزال مستمرة لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
الوضع الميداني الحالي
تدور معارك عنيفة في محيط بلدة هريشين شمال غربي بوكروفسك، حيث تحاول القوات الروسية قطع خطوط الإمداد الأوكرانية المؤدية إلى المدينة. وتشير التطورات الميدانية الأخيرة إلى أن سقوط بوكروفسك قد يُشكل تحولًا حاسمًا في معركة دونباس ويقرب موسكو من تحقيق هدفها في السيطرة الكاملة على شرق أوكرانيا.
