اختتمت تركيا، مساء الإثنين، أعمال “اجتماع غزة” الذي استضافته إسطنبول بمشاركة وزراء خارجية سبع دول عربية وإسلامية، لمناقشة سبل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وسط استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في المؤتمر الصحفي الختامي إن الاجتماع بحث "وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية"، مضيفًا أن الدول المشاركة عبّرت عن رأي مشترك بعدم السماح بتكرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وأكد أن "الدول المشاركة ستقوم بكل ما عليها لتحقيق ذلك".
انتقادات حادة لإسرائيل
انتقد فيدان بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار بشكل مستمر، ولم تفِ بالتزاماتها في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وكشف الوزير التركي أن أكثر من 200 فلسطيني قُتلوا منذ بدء الهدنة، محمّلاً تل أبيب المسؤولية عن تعطيل الجهود الإنسانية.
وأضاف فيدان: "الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل، فإسرائيل لا تلتزم بالاتفاقات ولا تحترم القوانين الدولية"، مؤكدًا أن التحرك الجماعي للدول الإسلامية والعربية أصبح ضرورة سياسية وإنسانية.
غزة بعد الحرب: إدارة فلسطينية ولجنة وطنية
وفيما يتعلق بإدارة غزة بعد الحرب، أعلن الوزير التركي أن حركة حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى لجنة فلسطينية تتشكل من ممثلين وطنيين، معتبراً أن ذلك "يمهد لمرحلة جديدة من الوحدة الفلسطينية".
وشدد على أن الوحدة والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية هي "السبيل الوحيد لتعزيز التمثيل الفلسطيني أمام المجتمع الدولي"، مشيراً إلى أن تركيا "تدعم الجهود الرامية لتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة إعمار القطاع".
إعادة الإعمار وقوة حفظ السلام
وتحدث فيدان عن ملف إعادة إعمار غزة، مؤكداً "أهمية التعاون الدولي لإعادة إعمار ما دمرته الحرب"، وقال إن "غزة يجب أن تنهض من جديد لتوفير الأمن والاستقرار لشعبها".
كما كشف أن المباحثات مستمرة حول تشكيل قوة أممية لحفظ السلام في القطاع، موضحاً أن "الدول المعنية أبدت استعدادها للمشاركة وفق قوانينها الداخلية"، وأن تركيا "ستتخذ قرارها بشأن المشاركة في قوة الاستقرار الدولية بناء على تعريفها ومعاييرها".
غياب مصري وحضور إقليمي واسع
وضم اجتماع إسطنبول وزراء خارجية تركيا، السعودية، الأردن، قطر، الإمارات، باكستان، وإندونيسيا، فيما غاب عنه وزير الخارجية المصري لانشغاله باجتماع دولي في القاهرة، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية.
وأكد فيدان أن بلاده ستواصل التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الهدنة الإنسانية وتعزيز المسار السياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشدداً على أن "السلام الدائم لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".