أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم، أنها أسقطت طائرة نقل عسكرية من طراز إليوشين تابعة للجيش السوداني أثناء تحليقها فوق مدينة بابنوسة في جنوب البلاد، مؤكدة أن الطائرة كانت تنفّذ مهمة إمداد لوجستي للقوات الحكومية لحظة استهدافها.
في المقابل، وعلى الصعيد السياسي، تشهد الساحة السودانية تباينًا واضحًا في المواقف الرسمية. فبينما أعلنت حكومة عبد الفتاح البرهان في وقت سابق دراسة المقترح الأمريكي الداعي إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة إنسانية، نقلت وكالة فرانس برس في تحديثها الأخير عن وزير الدفاع السوداني قوله إن الجيش سيواصل القتال ولن يلتزم بأي هدنة في الوقت الراهن، ما يعكس تمسك المؤسسة العسكرية بخيار الحسم الميداني.
وكان مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، قد كشف أن واشنطن تعمل مع الطرفين بشكل منفصل من أجل التوصل إلى هدنة تمثل "الخطوة الأولى في خريطة الطريق" التي نص عليها البيان الرباعي (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر)، مشيرًا إلى أن المفاوضات لا تزال جارية منذ أكثر من عشرة أيام.
ويرى مراقبون أن تصريحات وزير الدفاع تمثل تراجعًا عن المؤشرات الإيجابية السابقة، وتؤكد أن الانقسام داخل السلطة السودانية ما زال يعرقل أي فرصة للتسوية. ويعتقد باحثون أن بقايا النظام السابق المنتمين إلى جماعة الإخوان يلعبون دورًا رئيسيًا في تعطيل أي مسار سياسي قد يؤدي إلى وقف الحرب، خوفًا من فقدان نفوذهم السياسي والاقتصادي.