أعلنت الحكومة البلجيكية عن عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي اليوم الخميس، عقب سلسلة من رصد الطائرات المسيّرة التي تسببت في اضطرابات واسعة بمطارات البلاد وأثارت مخاوف من تهديد أمني منسق.
وشهد مطار بروكسل الدولي، الأكبر في بلجيكا، مساء الثلاثاء حالة شلل تام استمرت لساعات بعد توقف الرحلات الجوية القادمة والمغادرة، ما أدى إلى إلغاء عشرات الرحلات. كما أُغلِق المجال الجوي فوق مطار لييج، أحد أهم مراكز الشحن في أوروبا، ما تسبب في مزيد من التأخيرات وتحويل مسارات الطائرات.
وفي مدينة ديست الفلمنكية، أكد العمدة أن الشرطة والجيش رصدا أربع طائرات مسيّرة تحلق فوق قاعدة شافن العسكرية. وتزامن ذلك مع تحقيقات سابقة بشأن رصد طائرات مجهولة فوق قواعد عسكرية أخرى، بينها قاعدة كلاينه بروغل، التي تضم مقاتلات F-16 ويُعتقد أنها تحتوي على أسلحة نووية أمريكية.
وتأتي هذه التطورات ضمن تصاعد الخروقات الجوية في أوروبا منذ منتصف سبتمبر، إذ تم الإبلاغ عن نشاط مماثل لطائرات مسيّرة في التشيك والدنمارك وإستونيا وألمانيا وبولندا والنرويج وإسبانيا.
وقال وزير الدفاع البلجيكي، تيو فرانكن، أمام البرلمان، إن الحوادث تبدو “منسقة ومتعمدة لإحداث اضطرابات”، مشيرًا إلى أن الطائرات كانت “تحلق بتشكيلات منظمة، وهو ما يتماشى مع الأساليب الهجينة المستخدمة في دول أخرى”.
وفي خضم هذه التطورات، دعا وزير الداخلية البلجيكي برنار كوانتن إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي، مؤكدًا أن تكرار الحوادث “يمسّ مباشرة بأمن الدولة”. وأضاف في بيان عبر منصة X: “علينا أن نتحرك بهدوء وجدية وبشكل منسق”.
وفي ظل استمرار الأزمة، حذر مطار بروكسل الدولي من احتمال تجدد الاضطرابات في الرحلات الجوية، مشيرًا إلى إلغاء 95 رحلة حتى الآن، فيما اضطر نحو 500 مسافر إلى المبيت داخل المطار بسبب الفوضى الناتجة عن إغلاق الأجواء.