في ظاهرة جديدة تعكس آثار التضخم والغلاء في تركيا، بدأ عدد متزايد من الأتراك، خصوصاً من سكان إسطنبول، السفر أسبوعياً إلى مدينة ألكسندروبوليس اليونانية لشراء السلع الأساسية بأسعار أرخص مقارنة بالأسواق المحلية.
ووفق تقرير وكالة "بلومبيرغ"، يسافر الأتراك بهدف شراء مواد غذائية أساسية مثل الجبن، زيت الزيتون، والسجق، إضافة إلى منتجات يومية أخرى، رغم طول الرحلة وتكاليف التأشيرة. وتُشير الوكالة إلى أن الأسعار في اليونان أرخص بشكل ملحوظ، إذ يبلغ سعر الكيلو من اللحم المفروم 9.36 يورو مقارنة مع 12.10 يورو في تركيا، بينما تباع بعض المنتجات مثل جبنة "غودا" وشوكولاتة "كيندر" بحوالي ثلث أسعارها في الأسواق التركية.
وأصبح التسوق عبر الحدود أمراً روتينياً بالنسبة للكثيرين، حيث تنطلق حافلات "أتوم" ليل الجمعة وتصل صباح اليوم التالي، ليقضي الزوار حوالي ثلاث ساعات ونصف في التسوق وجولة قصيرة في المدينة قبل العودة إلى تركيا.
وتشير تقديرات البنك المركزي التركي إلى أن التضخم سينهي العام الجاري فوق حاجز 30%، على أن ينخفض إلى نحو نصف هذا المستوى بنهاية 2026، ما يزيد من ضغوط الأسعار على الأسر التركية.
وانتقد حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة التركية، الحكومة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، متهمينها بدفع المواطنين للسفر إلى الخارج لتأمين احتياجاتهم اليومية. وقال زعيم الحزب أوزغور أوزال: "بعد 23 عاماً، هكذا أصبح حال البلد الذي يفتخر به أردوغان"، في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات.