بدأ الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، مناورة عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية والأغوار تحت اسم "زئير الأسد"، تحاكي سيناريوهات مشابهة لعملية 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي نفذتها حركة حماس ضد مستوطنات غلاف غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي: "بدأ صباح اليوم تمرين عسكري واسع النطاق في منطقة الضفة الغربية والأغوار، وسيستمر على مدار الأيام الثلاثة المقبلة."
وأضاف أن المناورة تشارك فيها قوات من قيادة المنطقة الوسطى بالتعاون مع وحدات خاصة وسلاح الجو وهيئة التكنولوجيا واللوجستيات، إلى جانب أذرع أمنية أخرى.
وأوضح البيان أن التدريبات تشمل محاكاة لهجمات معقدة ومتعددة الجبهات، بهدف تعزيز جاهزية القوات في مواجهة سيناريوهات تصعيد محتملة داخل الضفة الغربية.
وأشار الجيش إلى أن التمرين يتضمن تدريبات ميدانية تحاكي التعامل مع عمليات تسلل، وهجمات بطائرات مسيّرة، وغارات مفاجئة على مواقع عسكرية ومستوطنات، وذلك باستخدام محاكاة للعدو ووسائل قتالية متنوعة. كما ستشهد المنطقة حركة نشطة للقوات والطائرات خلال أيام المناورة.
وأوضح البيان أن التمرين يُجرى في إطار خطة التدريبات السنوية لعام 2025، التي تركز على تطوير القدرات العملياتية وتطبيق الخطط في إطار ما وصفه الجيش بـ"رؤية متعددة الساحات"، أي استعداد القوات للعمل في أكثر من جبهة في وقت واحد.
من جانبها، قالت صحيفة "ماكور ريشون" العبرية إن التمرين يهدف إلى اختبار قدرة الجيش على مواجهة هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ وقذائف هاون، تحاكي ما جرى في السابع من أكتوبر. وأشارت إلى أن القوات ستواجه خلال المناورة "سلسلة من السيناريوهات المفاجئة، بينها تسلل مجموعات مسلحة إلى المستوطنات أو المواقع العسكرية".
أما صحيفة "إسرائيل اليوم"، فأكدت أن المناورة "تحاكي بشكل مباشر أحداث 7 أكتوبر، ولكن في جغرافيا الضفة الغربية"، مضيفة أن الجيش يسعى عبرها إلى سدّ الثغرات الأمنية التي كشفتها الحرب في غزة، وتعزيز التنسيق بين الأذرع المختلفة للجيش والأجهزة الأمنية الأخرى.
ويأتي هذا التدريب في وقت تتصاعد فيه التوترات الأمنية في الضفة الغربية، حيث تشهد المنطقة منذ أشهر عمليات اقتحام واشتباكات متكررة بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين فلسطينيين في جنين وطولكرم ونابلس. كما يحذر قادة أمنيون إسرائيليون من احتمال امتداد المواجهات المسلحة إلى الضفة في حال تفجر الوضع مجددًا في قطاع غزة أو على الجبهة الشمالية مع حزب الله.
ويعد تمرين "زئير الأسد" أحد أكبر المناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلي داخل الضفة منذ نهاية الحرب في غزة، ويرى محللون عسكريون أنه يأتي في سياق إعادة بناء الثقة بالقدرة الدفاعية الإسرائيلية بعد انتقادات داخلية واسعة لفشل المؤسسة الأمنية في توقع هجوم حماس في 2023.
وكانت حركة حماس قد نفذت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هجومًا واسعًا ومفاجئًا على مستوطنات غلاف غزة، أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الإسرائيليين، واحتجاز عشرات الرهائن، ما أشعل حربًا استمرت لأشهر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع تسببت بمقتل عشرات آلاف الفلسطينيين وتهجير مئات الآلاف وتدمير شبه كامل للقطاع.