أعربت وزارة الخارجية العراقية عن رفضها واستغرابها من التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بشأن الانتخابات المقبلة في العراق، معتبرة أنها "مستفزة وتمثل تدخلاً مرفوضاً" في الشأن الداخلي للبلاد.
وجاء في بيان رسمي أصدرته الوزارة، اليوم الإثنين: "تابعت وزارة الخارجية التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بشأن الانتخابات في جمهورية العراق، وتعرب عن استغرابها من هذا التصريح الذي تراه مستفزاً ويمثل تدخلاً واضحاً ومرفوضاً في الشأن الداخلي العراقي".
وشددت الوزارة على أن العملية الانتخابية في العراق شأن وطني خالص، يخضع حصراً لإرادة الشعب العراقي ومؤسساته الدستورية، مؤكدة أن بغداد تحافظ على علاقات متوازنة مع جيرانها، قائمة على احترام السيادة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأضاف البيان: "إن الحفاظ على مبادئ حسن الجوار يتطلب التزاماً دقيقاً بهذه الأسس، وتجنب أي تصريحات أو مواقف من شأنها المساس بسيادة العراق أو التدخل في شؤونه الداخلية".
تصريحات طهران
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد قال في وقت سابق اليوم إن الانتخابات العراقية تمثل "محطة مصيرية لتحديد مستقبل الشعب العراقي"، محذرًا من أي تدخل أجنبي في هذا المسار.
وأكد بقائي في تصريحاته الصحفية أن طهران ترفض أي تدخل خارجي، قائلاً: "التجارب السابقة أظهرت أن كل تدخل أميركي في شؤون الدول الأخرى كانت نتائجه سلبية على السلام والاستقرار في تلك الدول والمنطقة بأسرها".
وأعرب عن أمل بلاده في أن تسير الانتخابات العراقية المقبلة بما يحقق مصلحة الشعب العراقي، ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
خلفية التوتر
تأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه بغداد لإجراء انتخابات عامة تعدها المراقبة الدولية اختباراً حاسماً لاستقرار المشهد السياسي العراقي بعد مرحلة من التوترات الأمنية والتجاذبات الإقليمية.
ويرى مراقبون أن رد الخارجية العراقية يعكس حساسية بغداد تجاه أي تصريحات خارجية تتناول شؤونها الانتخابية، في ظل مساعي الحكومة لتأكيد استقلال القرار الوطني العراقي وتوازن العلاقات بين واشنطن وطهران.
