في خطوة جديدة تعكس تداخل المصالح التجارية والسياسية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن منظمة ترامب، المملوكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجري محادثات متقدمة لبناء مشروع عقاري فاخر في مدينة الدرعية السعودية، ضمن أحد أضخم برامج التطوير العقاري التي تقودها الحكومة السعودية.
مشروع الدرعية: وجهة فاخرة برؤية سعودية طموحة
يُعد مشروع تطوير الدرعية، الذي تُشرف عليه الحكومة السعودية، من أبرز مشاريع "رؤية السعودية 2030"، ويهدف إلى تحويل المدينة التاريخية إلى وجهة سياحية عالمية تضم أكثر من 40 فندقًا فاخرًا، ومجمعات سكنية وتجارية، ومرافق ترفيهية، باستثمارات تُقدّر بـ63 مليار دولار.
محادثات متقدمة مع منظمة ترامب
صرّح جيري إنزيريلو، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية وصديق ترامب، أن إتمام الصفقة مع منظمة ترامب "مسألة وقت فقط"، مشيرًا إلى أن الإعلان الرسمي قد يتم قريبًا.
وأضاف أن ترامب أبدى إعجابه بالمشروع خلال زيارته إلى المملكة في مايو 2025، حيث رافقه مسؤولون سعوديون في جولة ميدانية بموقع المشروع.
زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي إلى واشنطن
من المقرر أن يزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع المقبل، في أول زيارة له منذ سبع سنوات. وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس، حيث يُشرف ولي العهد على مشاريع عقارية ضخمة، من بينها مشروع الدرعية، ما يعزز من احتمالات توقيع الصفقة مع منظمة ترامب خلال اللقاء المرتقب.
ترامب والخليج: مصالح تجارية متشابكة
تُعد هذه الصفقة المحتملة جزءًا من سلسلة مشاريع عقارية ضخمة تخطط لها منظمة ترامب في منطقة الخليج، تشمل مشروعًا في جدة، ومشروعين في الرياض، وآخرين في دبي وقطر.
ومنذ توليه منصبه، أعلن ترامب وعائلته عن مشاريع تجارية خارجية بمليارات الدولارات، ما يثير تساؤلات حول تداخل المصالح الشخصية مع السياسات الرسمية.
ملفات سياسية على طاولة النقاش
من المتوقع أن يتناول لقاء ترامب وبن سلمان ملفات استراتيجية، أبرزها اتفاقية أمنية بين السعودية والولايات المتحدة، وصفقة محتملة لبيع طائرات إف-35 المقاتلة للمملكة، إلا أن إسرائيل تربط موافقتها على الصفقة بشرط التطبيع الكامل للعلاقات مع السعودية، وهو هدف يسعى إليه ترامب ضمن أجندته السياسية في الشرق الأوسط.