دعت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إلى ضرورة بدء الاستعدادات للحرب "شبه الحتمية مع إيران ومحور المقاومة بينهم العراق".
وجاء في تقرير الصحيفة أن "تحويل النصر العسكري إلى إنجاز استراتيجي حقيقي، هو هدف صعب".
وأوضح أنه بالرغم من الضربات القاسية التي تلقاها النظام الإيراني ومحور المقاومة التابع له على مدار العامين الماضيين، لم تكن النتيجة حاسمة.
كما وأشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني ما يزال يتمتع بنفوذ سياسي وعسكري في العراق وأنه قبل الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، نقل صواريخ باليستية متطورة إلى العراق، مضيفا أن الانتخابات العراقية التي جرت والانتخابات المقررة في أيار/ مايو 2026 في لبنان، قد تغير الوضع في كلا البلدين، إلا أن ذلك يبقى احتمالاً نظرياً بدرجة كبيرة.
كما أوضح أن ميليشيا الحوثي اليمنية، متماسكة ومسيطرة على الوضع رغم الغارات الجوية المكثفة وعمليات اغتيال القادة منذ العام 2024، وهي لم توقف هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة ضد إسرائيل وبشكل مؤقت بسبب وقف إطلاق النار الهش في غزة.
وأردف: "حزب الله اللبناني، وبرغم خسارته قيادته وجزء كبير من صفوفه وترسانته، فأنه يستعيد عافيته بسرعة، حتى برغم الضربات الإسرائيلية المتصاعدة يومياً، معتبراً أن الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، عاجزان لأسباب سياسية ولوجستية متعددة، عن الالتزام بتعهداتهما بنزع سلاح الحزب".
ولفت إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية تفيد بأن حزب الله يعيد تسليح نفسه بسرعة تفوق قدرة الجيش الإسرائيلي على قصفه، وأن خطوط إمداد إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا، جرت استعادتها جزئياً على الأقل.
ونوه إلى استعادة حركة حماس سيطرتها السياسية والعسكرية بشكل كامل وفعال في غزة على ما يقارب 50% من القطاع الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي، حيث أنه بعد مرور بعد شهر على إعلان خطة إدارة دونالد ترامب، المؤلفة من 20 نقطة، لم يتم إحراز أي تقدم ملموس حتى الآن فيما يتعلق بتشكيل الإدارة الفلسطينية الانتقالية، أو "قوة الاستقرار الدولية"، أو قوات الأمن الفلسطينية التي من المفترض أن تحل محل حماس.
هذا ورأى التقرير أن "محور المقاومة تلقى الضربة القاصمة في سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد"، مضيفاً أن ذلك ربما كان في الغالب كنتيجة ثانوية غير مقصودة لتدمير إسرائيل لحزب الله.
وتابع: "أما في إيران نفسها، فقد قال التقرير إنها تعيد بناء قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية، وفق ما تظهره صور الأقمار الصناعية بعد ثلاثة شهور فقط على نهاية الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، وذلك على الرغم من أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أكدوا أن الضربات نجحت في استهداف قدرة إيران على تصنيع الخلاطات الحيوية التي تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ، إلا أن إيران زادت من إنتاجها للصواريخ بعد الحرب، ما يشير إلى أنها تمكنت من استبدال الخلاطات بسرعة بمساعدة من الصين".
وأردف: "هناك تقديرات بأنه سيكون بمقدور إيران إنتاج أكثر من 200 صاروخ شهرياً"، مشيراً إلى أن الاستخبارات الأوروبية رصدت نقل شحنات من 2000 طن من بيركلورات الصوديوم التي تعتبر مادة أساسية في إنتاج الوقود الصلب، من الصين ابتداء من نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، وهي تكفي لإنتاج نحو 500 صاروخ، فضلاً عن وجود شحنة سابقة من الصين بلغت 1000 طن متري وصلت إلى إيران في منتصف حزيران/ يونيو الماضي.
