تتهيأ غزة لاحتضان زفاف جماعي يضم 54 عريساً وعروساً، في احتفال يُقام في الثاني من ديسمبر المقبل، ليعيد شيئاً من البهجة إلى المدينة التي أنهكتها الحرب. ويأتي هذا الحدث ضمن عملية "الفارس الشهم 3" التي تنظمها دولة الإمارات عبر مبادرة "ثوب الفرح"، وهي الأولى من نوعها بهذا الحجم في القطاع، بهدف تخفيف الأعباء عن الشباب غير القادرين على تحمل تكاليف الزواج.
دلالة رمزية
المتحدث الرسمي باسم العملية، محمد الشريف، أوضح أن اختيار الرقم 54 يحمل دلالة رمزية، إذ يتزامن مع الذكرى الـ54 لليوم الوطني الإماراتي، مؤكداً أن المبادرة تعكس روح التضامن والوحدة بين الشعبين الإماراتي والفلسطيني. وأضاف: "الإمارات تشارك فلسطين أفراحها، وفلسطين تحتفي بهذه المناسبة الوطنية الإماراتية."
وسيُعتمد وسم #ثوب_الفرح لتغطية الحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى عودة البهجة إلى غزة بعد عامين من المعاناة.
مكان الاحتفال وبرنامجه
سيُقام الزفاف في خان يونس بمدينة حمدان جنوب القطاع، نظراً لتوفر المساحات المفتوحة والمزايا اللوجستية. وسيُقام في ساحة خارجية مجهزة بطرق وصول سهلة ومرافق خلف الكواليس.
ويتضمن البرنامج كلمة رسمية لعملية "الفارس الشهم 3"، تليها عروض فنية من فرق الإنشاد والدبكة التقليدية والفنون الشعبية الوطنية، إضافة إلى مجموعات الكشافة، بهدف إعادة مشهد الفرح إلى المدينة.
ترتيبات أمنية ولوجستية
أكد الشريف أن منطقة الحدث تُعد "منطقة خضراء" بعيدة عن العمليات القتالية، ويمكن تأمينها بالكامل بواسطة فرق متخصصة، مشيراً إلى أن المخاوف تقتصر على الازدحام، وهو ما ستتم إدارته عبر فرق مكافحة الحشود.
اللجنة الداعمة للعملية في غزة باشرت التحضيرات الشرائية واللوجستية والتقنية والإعلامية، بالتنسيق مع بلدية مدينة حمدان لضمان أعلى درجات السلامة للضيوف والمشاركين. وتم تشكيل فريق من المتطوعين يغطي مختلف الجوانب التنظيمية، من الإعلام والإدارة إلى الأمن والعلاقات العامة.
آفاق مستقبلية
الشريف أوضح أن نجاح هذا النشاط قد يفتح الطريق أمام تنظيم برنامج زفاف جماعي أوسع يخدم أكثر من ألف شخص، مؤكداً أن القضية تتطلب معالجة جادة من الشركاء والجهات الداعمة، وأن الإمارات ستكون شريكاً محورياً في هذا الجهد.
