كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة يديعوت أحرونوت، تفاصيل ما وصفته بـ"معركة استثنائية" وقعت قبل أسبوع داخل الأراضي السورية، وأسفرت عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين ومقتل 13 سورياً، وفق الرواية الإسرائيلية، في حين أدانت دمشق العملية واعتبرتها "جريمة حرب".
توثيق نادر من داخل سوريا
وبحسب الصحيفة، فقد وثّق العريف "ب"، البالغ من العمر 19 عاماً والملتحق حديثاً بقوة الاحتياط في اللواء 55، معظم مراحل الاشتباك عبر كاميرا كان يحملها أثناء العملية.
وقالت الصحيفة إن الجندي وجد نفسه "للمرة الأولى تحت إطلاق النار" في منطقة الجولان السوري، التي تقول إسرائيل إنها سيطرت عليها قبل نحو عام "دون قتال" بعد انهيار النظام السوري في تلك المنطقة.
بداية العملية
وفق الرواية الإسرائيلية، وصل العريف "ب" إلى موقع متقدم قرب سفوح جبل الشيخ، قبل أن يشارك مع قوة احتياطية في عملية داخل قرية بيت جن، الواقعة على بعد 11 كيلومتراً من الحدود.
وخلال العملية، كان الجندي مكلفاً بالتصوير إلى جانب مشاركته القتالية، قائلاً: “أعمل بسلاح تكتيكي هو بندقيتي، وسلاح استراتيجي هو الكاميرا”
لحظة الاشتباك
وتشير الصحيفة إلى أن الاشتباك اندلع بعد اعتقال مطلوب، حين تعرضت القوة الإسرائيلية لإطلاق نار مفاجئ.
وتزعم الصحيفة أن "مسلحين من منظمة الجماعة الإسلامية" استخدموا إشارة متفقاً عليها لبدء الهجوم، قبل أن يطوّق عشرات المسلحين القوة الإسرائيلية.
وبحسب التقرير، ردّت القوات الإسرائيلية باستخدام: دبابات احتياطية، وقذائف مدفعية "للعزل"، وغارات جوية كثيفة لتأمين الإجلاء
وقال أحد الجنود المشاركين إن المشهد كان "أقرب إلى فيلم بلاك هوك داون"، في إشارة إلى الفوضى القتالية وصعوبة إجلاء المصابين.
إجلاء الجرحى
وذكرت الصحيفة أن مروحيات "اليناشيف" التابعة لسلاح الجو هبطت في عمق المنطقة لإجلاء الجنود الثلاثة المصابين، بينما واصل العريف "ب" التصوير طوال العملية.
ردّ دمشق: "جريمة حرب"
من جانبها، أدانت الحكومة السورية التوغل الإسرائيلي في بيت جن، معتبرة أنه "جريمة حرب مكتملة الأركان"، ودعت مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف "الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية" وضمان احترام السيادة السورية.
وأثار الهجوم موجة إدانات واسعة، بعد أن أدى إلى مقتل 13 مدنياً وإصابة 25 آخرين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى نزوح عدد كبير من سكان المنطقة، وفق مصادر سورية.
