الشيباني يؤكد: الاتفاق مع إسرائيل مرهون بانسحابها من سوريا وباراك يقول: تل أبيب بوضع محيّر!

شهد منتدى الدوحة اليوم جلسة حوارية شارك فيها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، وتناولت الجلسة مسار الأوضاع في سوريا، والعلاقة مع إسرائيل، ودور الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة، وسط تأكيدات على أن البلاد تمرّ بمرحلة حساسة تتطلب الهدوء وإعادة بناء الثقة.

الشيباني: انطلقنا بدعم شعبي… وأصلحنا العلاقة بين الشعب والحكومة

استهل وزير الخارجية السوري الشيباني مداخلته بالتأكيد على أن الحكومة الحالية “انطلقت بدعم شعبي رغم قلة الإمكانيات وإرث النظام السابق”، مشيراً إلى أن السلطات “استطاعت إصلاح العلاقة بين الشعب السوري والحكومة”.

وأضاف أن “ما حدث في سوريا نجاح صاغه السوريون بأنفسهم”، مؤكداً أن بلاده “تحتاج إلى علاقة هادئة مع الجميع”.

وفي سياق التحديات الأمنية، قال الشيباني: “تقلقنا التهديدات الأمنية ولا سيما داعش”.

الشيباني: إسرائيل أبرز التحديات… ولا اتفاق دون انسحاب

وخصّ الشيباني العلاقة مع إسرائيل بحيّز واسع من حديثه، قائلاً إن “إسرائيل من أبرز تحديات سوريا حالياً”، وإن “سوريا أظهرت قدراً من العقلانية والدبلوماسية ما يفوق إسرائيل”.

وأضاف: “على إسرائيل التوقف عن التدخل بالشأن السوري، وعلى إسرائيل أن تتوقف عن دعم بعض الجهات في سوريا”.

وتابع: “نريد أن تتوقف إسرائيل عن التدخل في شؤون سوريا والرهان على طوائف وجماعات من السكان”.

وأشار إلى أن “إسرائيل منذ 7 ديسمبر هي السبب المقلق للسوريين”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن ندخل في اتفاق مع إسرائيل دون انسحابها من المناطق التي دخلتها بعد 8 ديسمبر”.

كما قال إن “أميركا تدعمنا لإنجاز اتفاق مع إسرائيل”.

وأكد الوزير أن دمشق “ملتزمة باتفاقية 1974 وبالنهج الذي نقوم به بوساطة الولايات المتحدة”، لكنه شدد على أن “الخط الأحمر مع إسرائيل هو انسحابها من سوريا”.

وقال: “لا يمكن إبرام اتفاق أمني مع إسرائيل في ظل احتلالها أجزاء جديدة من سوريا منذ 8 ديسمبر الماضي”.

توم باراك: الأمور تسير في الاتجاه الصحيح… ويجب منح السوريين الوقت

وفي المقابل، قدّم المبعوث الأميركي توم باراك رؤية تدعو إلى منح دمشق مساحة أوسع لإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، قائلاً إن “الأمور في سوريا تسير في الاتجاه الصحيح”، وإنه “يجب السماح لها بأن تعرف نفسها بنفسها”.

وأضاف باراك: “لا يمكن تحقيق الديمقراطية في 12 شهراً، يجب أن لا ننسى أن القيادة في سوريا جديدة وهي بحاجة إلى الاستقرار”.

وتابع: “لا يمكن أن نفرض توقعاتنا على سوريا، علينا مساعدة الحكومة السورية وأن نسمح بأن يشكلوا النظام الذي يريده السوريون، ويجب منح الوقت والفرصة للسوريين كي يحددوا كيف يبنون بلادهم وإسهامهم في الحضارة”.

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، قال باراك إن “الرئيس ترامب اتخذ قراراته بشأن سوريا بعد دراسة معمقة والأمور هناك تسير في الاتجاه الصحيح”.

كما تطرق إلى الوضع الإقليمي قائلاً: “إسرائيل في وضع محيّر”، مضيفاً: “يجب أن نجمع سوريا ولبنان معاً لأنهما يمثلان حضارة رائعة”.