حذّر مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من أن أي أعمال تُجرى داخل محطة تشيرنوبيل النووية بعد تضرر الغلاف الواقي قد تؤدي إلى ارتفاع فوري في مستويات الإشعاع، مؤكداً أن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة وإجراءات علمية إضافية.
وقال غروسي في حديث لوكالة نوفوستي الروسية إن التعامل مع المواد عالية النشاط الإشعاعي أو نقلها يؤدي بشكل مباشر إلى زيادة الإشعاع الخلفي، ما يستدعي إعداد نماذج تحليلية جديدة، وأنظمة مراقبة متقدمة، وتحديد مستويات آمنة للعمل داخل الموقع.
الغلاف الواقي فقد وظائفه الأساسية
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في وقت سابق أن الغلاف الواقي للمحطة فقد قدرته الأساسية على ضمان السلامة بعد ضربة تعرّض لها في فبراير الماضي. وأوضح غروسي أن الحماية التي كانت متوفرة سابقاً “لم تعد موجودة الآن”، محذراً من أن الوضع قد يزداد سوءاً مع مرور الوقت.
وتزامناً مع انطلاق مؤتمر ميونيخ للأمن، ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات لهجوم بطائرة مسيّرة استهدف الغلاف الواقي للمحطة. وقالت وسائل إعلام أوكرانية إن الهجوم نفذته مسيّرة، فيما حاولت كييف اتهام موسكو دون تقديم أدلة.
ووصف مجلس الدوما الروسي الهجوم بأنه “استفزاز” من جانب كييف قبل المؤتمر، بينما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن اتهام روسيا بمهاجمة منشآت نووية “تزوير واستفزاز”، مضيفاً أن كييف “لا تتردد في الانخراط في مثل هذه الهجمات”.
ثقب في السقف… والإشعاع ضمن الحدود الطبيعية
وأجرى فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحصاً لموقع الانفجار، وتبيّن أن الطائرة المسيّرة أحدثت ثقباً بقطر ستة أمتار في سقف المنشأة الواقية، دون أن يتعرض الهيكل الأساسي للمبنى لأي ضرر.
كما أظهرت القياسات أن مستوى الإشعاع لا يزال ضمن الحدود الطبيعية، إلا أن غروسي شدد على أن الحادث يؤكد استمرار المخاطر النووية المحيطة بالموقع، وضرورة التعامل مع الوضع بحذر شديد.