ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن مدينة تل أبيب تشهد اليوم انعقاد قمة ثلاثية رفيعة المستوى، تجمع كلاً من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس. ووفقاً للمصدر ذاته، فإن جدول أعمال القمة يركز على سبل تعميق التعاون المشترك بين العواصم الثلاث على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، مع إيلاء أولوية قصوى لملفات الطاقة والتحولات الجيوسياسية في منطقة شرق البحر المتوسط.
عقبة المقاتلات الأمريكية ومساعي الحل
على الجانب الآخر، وفي رد غير مباشر على التحركات في المنطقة، كشف وزير الدفاع التركي يشار غولر عن وجود مساعٍ إسرائيلية ويونانية مشتركة للضغط على الولايات المتحدة بهدف عرقلة تزويد أنقرة بمقاتلات "إف-35". وأكد غولر أن الحصول على هذه الطائرات لا يزال يتصدر أولويات تركيا الدفاعية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ملف مقاتلات "إف-16" يسير بشكل طبيعي دون وجود إشكاليات في التوريد.
وفي حديثه لصحيفة "ستار" التركية، أوضح الوزير أن بلاده ترصد عن كثب محاولات العرقلة تلك، مؤكداً أن العمل مستمر بالتوازي لمعالجة تداعيات العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب قانون "كاتسا"، والتي جاءت كرد فعل على شراء تركيا لمنظومة "إس-400" الروسية. وأشار غولر إلى أن فرقاً تركية مختصة تواصل جهودها الدبلوماسية لرفع هذه العقوبات، معرباً عن ثقته في إمكانية التوصل إلى تسوية وحلول مشتركة مع واشنطن لإنهاء الملفات العالقة بين الحليفين.
تحذير من عسكرة الجزر وأزمة التجنيد اليونانية
وحول الحراك العسكري بين تل أبيب وأثينا ونيقوسيا، قلل غولر من احتمالية أن تشكل اتفاقياتهم خطراً مباشراً على تركيا، لافتاً إلى أن أنقرة تبرم اتفاقيات دفاعية مماثلة مع دول عدة دون استهداف أي طرف. غير أنه وجه انتقادات حادة لتقارير تتحدث عن نشر منظومات دفاع جوي إسرائيلية في جزر يونانية ذات وضع "غير عسكري"، معتبراً أن تسليح هذه المناطق يعد خرقاً واضحاً للقوانين والمواثيق الدولية.
وفي سياق متصل، تطرق وزير الدفاع التركي إلى التحديات الداخلية التي تواجه الجيش اليوناني، كاشفاً أن أثينا تبحث ضمن خطتها حتى عام 2030 خيار تجنيد النساء، وذلك كمحاولة لتعويض النقص الحاد وضعف الإقبال على أداء الخدمة العسكرية.
وتأتي هذه التجاذبات في ظل حالة من الشد والجذب في العلاقات التركية الأمريكية مستمرة منذ عام 2017، حين قررت أنقرة المضي قدماً في شراء المنظومة الروسية، مما أدى لفرض عقوبات عليها واستبعادها من برنامج "إف-35"، وهو ما ترفضه تركيا متمسكة بحقها السيادي في تنويع مصادر تسليحها الدفاعي.