قال موقع "لايف ساينس" إن القدماء استخدموا طرقاً مثيرة للاهتمام من أجل الحفاظ على الطعام، حيث لم يكن هناك وسيلة تبريد كالتي نمتلكها اليوم في عصرنا الحالي.
طرق الحفاظ على الطعام قديماً
وذكر أن أهم الطرق التي استخدمت في الحفاظ على الطعام، وإبطاء نمو الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء أو تؤدي إلى تعفنه كانت التمليح والتجفيف والتدخين والتخليل والتخمير. وأضاف أنه في الحقبة الزمنية المبكرة كان هناك أساليب أخرى لتخزين الطعام، مشيراً إلى أن الصيادين الأوائل كان لديهم بعض الطرق الإبداعية لإطالة مدة صلاحية بقايا الطعام. وذكر الموقع أنه في عام 2015، وجد مزارعان في ميتشغان عظم حيوان الماموث، وبعد بضع مكالمات هاتفية وأعمال تنقيب، كشف فريق بحث عن أدلة حفرية وأثرية إضافية جعلت المشهد أكثر وضوحاً. وأوضح الموقع أنه منذ أكثر من 11000 عام، جابت قطعان الماموث أمريكا الشمالية. وبالنسبة للصيادين وجمع الثمار، فإن إنزال حيوان بحجم فيل أفريقي سيكون بمثابة الفوز باليانصيب، لذلك، وضع بعض السكان الأصليين بقايا طعامهم العملاقة في البرك للاحتفاظ بها لاستخدامها لاحقاً.
أشهر 5 طرق تخزين الطعام مدة طويلة والحفاظ على نكهاته كأنه طازج
ولفت إلى أن الذبيحة وضعت في إحدى البرك الضحلة الصغيرة التي تنتشر في الغابة لما بعد العصر الجليدي في الغرب الأوسط الأعلى، ولكن حفظ اللحوم لم يكن بسبب الماء، بالضبط؛ كان إلى حد كبير العمل الشاق لبكتيريا Lactobacilli التي تعيش في الماء. وأضاف فيشر أن المطاردة ربما حدثت في فصل الخريف وذبحت الحيوانات فور صيدها، ووضعت قطع كبيرة في الماء في البرك الصغيرة المجاورة، وظل اللحم صالحا للأكل حتى الصيف التالي. وأوضح الموقع أن فيشر أجرى تجارب باستخدام الغزلان ولحم الضأن وحتى الحصان ووجد أن اللحم كان لا يزال صالحا للأكل (بعد طهيه أولا لقتل أي بكتيريا ضارة قد تكون استقرت في اللحم)، حتى بعد قضاء شهور مغمورة في أحواض صغيرة وباردة مماثلة. وقال فيشر: "حمض اللاكتيك يجعل اللحم طرياً أيضاً، إنه يضفي رائحة وطعما قويين". ونوه الموقع إلى أنه من المنطقي الحفاظ على برودة الطعام، ولكن لم يكن لدى الجميع بحيرة قرب منزلهم، ويعد دفن الطعام طريقة بارعة أخرى للحفاظ على الطعام طازجاً، حيث يحميه من أشعة الشمس والحرارة والأكسجين، وكل ما يزيد من معدل فساد الطعام. اقرأ أيضاً:الطرق الأكثر حداثة
ومع تقدم الحياة البشرية وتطور طرق تخزين الطعام اتبعت المجتمعات البشرية طرقاً أكثر تطوراً من الدفن، ومنها التجفيف والتمليح، بعد اكتشاف قدرة الملح على الحفاظ على الطعام.التجفيف:
يعدّ التجفيف من أقدم الطرق المستخدَمة لحفظ الطعام، حيث استُخدِمت هذه الطريقة منذ القدم في حفظ الفواكه، والحبوب، والخضراوات، والأسماك، واللحوم، وفي أسكتدلندا مثلاً تمّ استخدام التجفيف مع التعطيش للشوفان، ولحقول الذرة عند سكان أمريكا الأصليين، ومن الممكن أن يتمّ تجفيف الطعام بعدة طرق، وهي:التجفيف بتعريضه للهواء:
وهي من أكثر الطرق استخداماً لميّزاتها المتعددة حيث تعطي منتوجاً أكبر، ويتمّ التجفيف بشكل تدريجيّ، ويمكن التحكم في هذه الطريقة بدرجات الحرارة حيث إنّ ارتفاعها قد يؤدّي إلى حرق الطعام وتغيّر لونه، كما يُستخدم الهواء كناقل للحرارة، أو لحمل بخار الرطوبة الناتج من الطعام، ويشار إلى وجوب وضع أنظمة أخرى خاصة لاستعادة الرطوبة في حال استخدام أيّ غازات أخرى غير الهواء. التجفيف بتعريضه لبخار الماء عند درجات الحرارة العالية. التجفيف بضغطه جيداً لمنع دخول الهواء. التجفيف بتعريضه مباشرة للحرارة أو بالاستعانة بالغازات الخاملة.
التجميد:
تجميد الأطعمة تحت درجات حرارة منخفضة يحافظ على جودة الطعام وصفاته الطبيعية، ففي درجات الحرارة المنخفضة يصبح فقدان العناصر الغذائية بطيئاً للغاية بالمقارنة بالفترة التي يبقى فيها الطعام مخزّناً بالتجميد، وقد استندت طرق التجميد المبكّر تاريخياً إلى مبدأ خلط الملح مع الثلج، ممّا يؤدّي إلى خفض درجات الحرارة إلى أقل بكثير من 0 درجة مئوية (32 درجة فهرنهايت).