يعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة، المُحدَّد من قبل الأمم المتحدة في اليوم الثالث من شهر مايو كل عام، مناسبة لتسليط الضوء على واقع هذه الحرية والتحديات التي تواجهها وتقوضها.
اليوم العالمي لحرية الصحافة
وبحسب المؤشرات والتقارير الصادرة عن الجهات المختصة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تبدو حرية الصحافة في عام 2024، مُهدَّدة أكثر من أي وقتٍ مضى، بسبب تأثرها بالتطورات التي يشهدها العالم، لاسيما الحروب العسكرية والصراعات السياسية.
وفيما يبدو أن الجهات المخوَّلة والمسؤولة عن رعاية وصون الحريات الإعلامية، خاصةً الحكومات والسلطات السياسية حول العالم، باتت هي نفسها مصدراً لهذه التهديدات.
يقول شيار خليل مدير تحرير جريدة ليفانت اللندنية لوكالة ستيب الإخبارية، إن الصحافة تلعب "دوراً حاسماً في ضمان حرية التعبير ونقل الحقائق بكل تأكيد، ولكن غالباً ما تتأثر بالضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية وخاصةً في الشرق الأوسط".
ويضيف: "الأنظمة القمعية والأحزاب السياسية غالباً ما تمارس الضغط على وسائل الإعلام للتأثير على التغطية الإخبارية وتضليل الرأي العام؛ لذا نرى هناك ارتفاع كل عام في عدد الانتهاكات الممارسة ضد الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية في العديد من البلدان، حيث يتم معاقبة الصحافيين الذين يسعون لنقل الحقائق والتقارير المستقلة".
ويتابع: "من هنا فإن دعم حرية الصحافة يعتبر أمراً حاسماً لضمان وجود ديمقراطية حقيقية ومجتمعات مفتوحة ومتطورة".
ويواصل خليل كلامه: "علينا جميعاً أن نسعى لتحديد ضوابط لتدخل المؤسسات الرقابية الأمنية في المؤسسات الإعلامية وتحقيق شعار أن الصحافة هي السلطة الرابعة".
[caption id="attachment_579514" align="alignnone" width="1280"]

شيار خليل لستيب: دعم حرية الصحافة يعتبر أمراً حاسماً لضمان وجود ديمقراطية حقيقية[/caption]
وبحسب المؤشر العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود سنوياً، والذي صدر الجمعة، كان المؤشر السياسي، وهو واحد من المؤشرات الخمسة المستخدمة لتجميع تصنيف الدول، الأكثر تراجعاً.
والمؤشرات الخمسة هي: السياق السياسي، الإطار القانوني، السياق الاقتصادي، السياق الاجتماعي والثقافي والسياق الأمني.
وبحسب تقرير مراسلون بلا حدود "هناك عدد متزايد من الحكومات والسلطات السياسية التي لا تقوم بدورها كضامنة لأفضل بيئة ممكنة للصحافة ولحق الجمهور في الحصول على أخبار ومعلومات موثوقة ومستقلة ومتنوعة".
كما عبّرت المنظمة عن قلقها من التراجع في دعم استقلالية وسائل الإعلام واحترامها وزيادة في الضغوط التي تمارسها الدولة أو غيرها من الجهات السياسية الفاعلة.
وصنّف المؤشر منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط بكونها ذات الوضع الأسوأ على المؤشر، تليها منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تخنق الحكومات الاستبدادية الصحافة، ومن ثم أفريقيا، حيث يصنف الوضع على أنه "خطير للغاية" في 10 في المائة من دولها، و"صعب" في نصف دولها تقريباً.
كما صنّف الأراضي الفلسطينية على أنها "الأكثر خطورة بالنسبة للصحافيين".
ووفقاً للتقرير، يشهد المؤشر السياسي لتصنيف حرية الصحافة لعام 2024 سقوطاً حراً في معظم دول الشرق الأوسط.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت اليوم العالمي لحرية الصحافة، في ديسمبر عام 1993، بناءً على توصية من المؤتمر العام لليونسكو.
ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية في جميع أنحاء العالم، في 3 مايو، حيث يأتي كمناسبة لتذكير الحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، ويُخصَّص للاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وتقييم حالتها في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلاليتها، كما يمثّل تحية للصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم.
[caption id="attachment_579513" align="alignnone" width="707"]

في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. كيف أثرت الأحزاب السياسية والأنظمة على السلطة الرابعة؟[/caption]