ـ تصريحات رئيس الطاقة الذرية حول إيران
كشف تقرير سري جديد صادر عن الوكالة أن إيران زادت بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستوى قريب من مستوى الأسلحة، بينما تهدد إسرائيل بشن هجمات على منشآتها النووية. وهنا، يوضح غروسي أنه خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، سمحت طهران لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول مواقعها النووية، ووافقت على قيود صارمة على برنامجها النووي مقابل رفع بعض العقوبات الأمريكية. ومع ذلك، في عام 2018، خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب، أُلغي الاتفاق، ويُبرز تقرير الوكالة الجديد أن إيران فرضت قيودا على مفتشيها، ولديها الآن مخزون ضخم ومتزايد من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60%. وإلى ذلك، يقول غروسي: "إيران لا تمتلك سلاحا نوويا حاليا، لكنها تمتلك المواد الخام اللازمة لذلك"، كاشفا عن إمكانية إنتاج قنبلة نووية بسرعة كبيرة. وقد استأنف المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، المحادثات مع إيران، لكن وفقا لغروسي، فإن التهديدات الإسرائيلية تعني أن الوضع "يحمل احتمالات هائلة لأن يتحول إلى كارثة، وإذا فشلت المفاوضات، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى عمل عسكري فوري". كما يؤكد أن القدرات النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بضربة دقيقة واحدة، ويكشف رئيس الطاقة الذرية، قائلاً: "أكثر المنشآت حساسية تقع على عمق كيلومتر واحد تحت الأرض - لقد زرتها مرات عديدة، وللوصول إليها، يجب المرور عبر نفق حلزوني". وتابع، السؤال هو: هل سيمنع هذا إسرائيل حقا من شن هجوم يُسبب أضرارا جسيمة؟. ولكن رغم ذلك، يشعر غروسي بالتفاؤل لأن الأمريكيين والإيرانيين يُجرون حوارا على الأقل، وأن ويتكوف، بحسب التقارير، قد طرح اتفاقا محتملا، لكن منذ ذلك الحين، أدلى كلٌّ من ترامب والمرشد الإيراني علي خامنئي بتصريحاتٍ عدائية. ويقول العديد من منتقدي الرئيس: إن ويتكوف يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية، لكن غروسي يُخالفهم الرأي، ويقول: "لقد رأيتُ حالاتٍ تحتاج فيها الدول إلى إقناعٍ برغبتها في التفاوض، لكن هذا ليس الحال هنا - فالمحادثات جادةٌ للغاية". وتنبع قوة غروسي، في هذه المفاوضات من دوره كجهة رقابية: فلا مصداقية لأي وعد دون تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.