ـ إيران ترسم خطاً أحمر في لبنان
أحدثت الأحداث الأخيرة في لبنان تغييراً جذرياً في النهج الإيراني: ابتداءً من يونيو/حزيران 2025، أدركت إيران أن مشروع نزع سلاح حزب الله أصبح واقعا تحت ضغط الولايات المتحدة، وأن الوقت قد حان للتدخل. وكان أول من أطلق شرارة هذه الحملة علي أكبر ولايتي، المستشار الأعلى للمرشد علي خامنئي، إذ أعلن ولايتي أن إيران "تعارض تماما" نزع سلاح حزب الله. ووصف قرار الحكومة اللبنانية بأنه "حلم لن يتحقق" وسياسة تُمليها الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف أن إيران ستواصل دعمها "للشعب اللبناني والمقاومة"، كما رفض حزب الله خطة الحكومة اللبنانية لنزع السلاح، واصفا إياها بـ"الخطيئة الكبرى"، ومتعهداً بتجاهلها. وبحسب نيريا، فقد أعقب تصريح ولايتي زيارة مرتجلة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان في 3 يونيو/حزيران. وأوضح نيريا أن "عراقجي وصف قضية نزع السلاح بأنها "مسألة لبنانية داخلية"، وأكد دعم إيران غير المشروط لحزب الله، وانتقد خطة الحكومة اللبنانية لنزع السلاح ووصفها بأنها "خطأ فادح". ومع ذلك، يرى أن الحدث الذي يُظهر بوضوح عمق الخلاف بين إيران ولبنان حدث في أغسطس/آب الجاري. حيث قال: "لكن الحدث الذي يُظهر بوضوح اتساع الهوة بين إيران ولبنان كان زيارة رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، (13 أغسطس/آب)، التي جاءت عقب قرار الحكومة اللبنانية مطالبة الجيش بتقديم خطة بحلول نهاية أغسطس/آب لتنفيذ قرارها بنزع سلاح حزب الله. وهي عملية يُفترض أن تُنجز بحلول نهاية عام 2025، واستقبل أنصار حزب الله لاريجاني استقبالا حافلا لدى توجهه من المطار للقاء مسؤولين لبنانيين. وعقد لاريجاني اجتماعين اتسما بالتوتر مع الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام. وأظهرت لغة الجسد في الصورة المقابلة عمق المواقف بين الجانبين، وأعرب لاريجاني عن دعمه للحكومة اللبنانية وأشاد بدور "المقاومة"، لكنه كان متساهلا في مسألة نزع سلاح حزب الله.[caption id="attachment_650917" align="alignnone" width="2405"]
