بيتكوين: 114,458.36 الدولار/ليرة تركية: 41.30 الدولار/ليرة سورية: 13,050.45 الدولار/دينار جزائري: 129.79 الدولار/جنيه مصري: 48.11 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
حوارات خاصة

مصر تتوعد رداً على تهديد إسرائيل و3 سيناريوهات أمام العرب بقمّة قطر "الطارئة"

مصر تتوعد رداً على تهديد إسرائيل و3 سيناريوهات أمام العرب بقمّة قطر "الطارئة"

بين تهديدات إسرائيلية متكررة، وضربة مفاجئة في الدوحة هزّت الإقليم، وقمة عربية طارئة يُرتقب أن تعيد رسم الموقف الجماعي، يبرز الموقف المصري كعامل حاسم في موازين القوة، حيث نقلت وسائل إعلام تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة وتحذيرات مصر من أي تجاوز يشبه ما جرى بالدوحة على أرضها، فيما كشف خبير عن سيناريوهات موضوعة على طاولة العرب في القمة الطارئة المقبلة في قطر.

 

الموقف المصري: رفض التهجير القسري وحماية الأمن القومي

منذ اندلاع الحرب على غزة، وضعت القاهرة ملف التهجير القسري في صلب أولوياتها، فالرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن بوضوح أن مصر "لا يمكن أن تكون طرفاً في تهجير الفلسطينيين"، واعتبر أن أي محاولة لفرض هذا السيناريو تعني تصفية القضية الفلسطينية. 

هذا الموقف السياسي لم يكن مجرد خطاب، بل انعكس في تحركات مصر داخل الجامعة العربية والأمم المتحدة، حيث شددت القاهرة على أن استقرارها الداخلي مرتبط مباشرة بمنع أي موجات تهجير جديدة نحو سيناء.

وفي هذا السياق، قال الدكتور منير أديب، الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية وقضايا الأمن القومي، خلال حديث لوكالة ستيب نيوز: "مصر لن تسمح لإسرائيل بتهديد أمنها أو أمن الشرق الأوسط، كان هناك تصريحات كثيرة على مدار أكثر من عشرين شهراً، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكدت الموقف المصري الثابت الرافض للتهجير القسري، واعتبار ذلك تصفية للقضية الفلسطينية".

وأكد: "الرد المصري كان قاسياً سواء على الإدارة الأمريكية أو على الحكومة الإسرائيلية، ومفاده أنه لا تهجير للفلسطينيين ولا تصفية للقضية الفلسطينية".

وشدد الدكتور منير أديب أن إسرائيل تكتفي بالتهديد ولا تملك القدرة على تنفيذ تهديداتها لمصر، مشيراً إلى أنها ربما اعتادت خلال الفترة الأخيرة على استهداف بعض العواصم العربية مثل سوريا أو اليمن أو لبنان، "ولكنها لن تستطيع أن توجه ضرباتها إلى القاهرة". 

وأضاف: "بطبيعة الحال هي تقصف سوريا، وسبق أن ضربت إيران، ولكنها لا تستطيع أن تضرب مصر. وإن كانت هناك تهديدات، فهي مجرد تهديدات".

وأوضح أن مصر ردت بوضوح على إسرائيل بأن "أي اعتداء سوف يُواجه بمثله"، لافتاً إلى أن الخريطة التي يدّعي قادة تل أبيب بأنهم سيحتلونها "من النهر إلى البحر"، لا تعدو أن تكون رسماً يمكن لرئيس وزراء إسرائيل أن يرسمه "على ملابسه الداخلية"، حسب وصفه، لأنه لا يملك القدرة على تغيير الشرق الأوسط كما يريد أو كما يتخيل.

وأشار أديب إلى أن مصر تمثل "الحافظ الأمين لأمن المنطقة"، وأن جيشها من أهم الجيوش العربية في الشرق الأوسط. 

وأضاف: "رغم وجود معاهدة سلام مع إسرائيل، إلا أن أي اعتداء سيواجه بقوة، وهو ما قد يؤدي إلى إلغاء اتفاقية كامب ديفيد وانهيارها".

الضربة في الدوحة والقمة العربية الطارئة: لحظة مفصلية

الهجوم الإسرائيلي الأخير على قيادات فلسطينية في الدوحة مثّل منعطفاً خطيراً في مسار الأزمة، فقد اعتبرته الدول الخليجية والجامعة العربية اعتداءً صارخاً على السيادة القطرية وانتهاكاً للقوانين الدولية، ما دفع إلى الدعوة لقمة عربية طارئة في قطر، وهذه القمة مرشحة لأن تكون ساحة لإعادة صياغة الموقف العربي الموحد، خصوصاً مع تزايد القناعة بأن تل أبيب تجاوزت حدوداً لم تعد مقبولة حتى من الأطراف الوسيطة.

في هذا الإطار، شدد أديب على أن "المأمول من القمة العربية المقبلة أن يكون هناك رد عملي"، والرد في تقديره لابد أن يكون من خلال "إنشاء قوة عربية مشتركة، تكون مهمتها ردع جيش الاحتلال الإسرائيلي والوقوف أمام صلف هذه الدولة المنبوذة في منطقة الشرق الأوسط، وصولاً إلى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني".

وأشار إلى أن القمة العربية الطارئة قد تمثل بداية أو تمهيداً لإنشاء هذه القوة، مضيفاً: "تقديري أن هذه القوة العربية المشتركة لابد أن تكون مهامها مواجهة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، سواء الإرهاب أو الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى القوى الإسلامية المتشددة التي تهدد أمن المنطقة وتمثل خطراً كبيراً عليها".

معاهدة كامب ديفيد: بين الالتزام والضغط

لطالما كانت معاهدة كامب ديفيد حجر زاوية في العلاقات المصرية – الإسرائيلية، لكنها أيضاً ورقة ضغط بيد القاهرة، كما أن التزام بعض الدول العربية بمعاهدات السلام الإبراهيمية يأتي بذات السياق. 

محللون مصريون ودوليون تحدثوا عن أن استمرار الاعتداءات على غزة ومحاولات التهجير القسري إلى جانب ما جرى بالدوحة قد يدفع مصر وبعض الدول العربية إلى إعادة النظر في بعض بنود الاتفاقيات مع إسرائيل. ورغم أن هذه الدول لم تُلوّح رسمياً بإلغائها، فإن الرسالة غير المباشرة واضحة: "إسرائيل إذا تجاوزت الحدود، فإن أحد أعمدة استقرارها الإقليمي قد يصبح عرضة للاهتزاز".

وتابع الباحث في الشؤون الإستراتيجية أن مصر شريك أساسي في دعم القضية الفلسطينية، ولن تسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء بأمن المنطقة العربية.

فكرة القوة العربية المشتركة: بين الطموح والواقع

طرح الدكتور منير أديب فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة تكون مهمتها مواجهة إسرائيل والإرهاب معاً، وهذه الفكرة ليست جديدة؛ فقد ظهرت في قمم عربية سابقة، لكنها لم تُفعّل عملياً بسبب الخلافات السياسية والعسكرية بين الدول العربية. 

اليوم، ومع ازدياد حدة الاعتداءات الإسرائيلية، يبدو أن الفكرة تكتسب زخماً جديداً، غير أن العقبات تبقى قائمة: "التمويل، قيادة موحدة، قواعد اشتباك متفق عليها، ومدى استعداد العواصم العربية لوضع قواتها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل".

ومع ذلك، يرى مراقبون أن مجرد التلويح بخيار القوة المشتركة يمثل أداة ضغط سياسية، وقد يدفع الولايات المتحدة والقوى الغربية إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لتخفيف تصعيدها.

السيناريوهات المحتملة: من التهدئة إلى التصعيد

أمام القمة العربية الطارئة في قطر خيارات متعددة، بحسب ما يرى الدكتور أديب، وخبراء، منها التهدئة والدبلوماسية المعززة عبر تمديد الهدن الإنسانية وضمان عدم تهجير الفلسطينيين.

والسيناريو الثاني هو العقوبات والضغط السياسي، من خلال قرارات عربية موحدة تعيد صياغة العلاقات مع تل أبيب.

أما سيناريو التصعيد العسكري المحدود، فقد يكون وارد عبر خطوات رمزية أو تحركات ردعية، مع بقاء خيار القوة العربية المشتركة مطروحاً كرسالة ردع استراتيجية.

وفي جميع السيناريوهات، يبقى الموقف المصري هو العامل الحاسم، فالقاهرة تحتفظ بقدرتها على موازنة القوى، وهي الجسر بين الخليج والشام، وبين واشنطن وموسكو، وبين الدبلوماسية والردع العسكري.

وختم الدكتور أديب بالقول: "فكرة تأمين الدفاعات تبقى مطلوبة بكل تأكيد، فمصر دولة قوية، وقد قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل: هي مسافة السكة. فإذا كان هناك تهديد لدولة عربية في أي وقت، فسوف تتحرك مصر فوراً للدفاع عن أمن المنطقة العربية. وهذا يستلزم تأمين الدفاعات الجوية لمواجهة أكبر وأخطر التهديدات، سواء من قبل إسرائيل أو حتى من الولايات المتحدة المنحازة بشكل كامل لإسرائيل".

تصريحات الدكتور منير أديب تعكس بوضوح معادلة القاهرة، فإسرائيل قد تهدد، لكنها لا تستطيع تجاوز حدودها مع مصر، والقاهرة بدورها ترفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير، وتلوّح بإجراءات قاسية إذا تم المساس بأمنها أو بأمن المنطقة، والقمة العربية الطارئة في قطر قد تشكّل بداية لتحوّل جديد في الموقف العربي، وربما تضع اللبنات الأولى لمشروع قوة عربية مشتركة طال انتظارها، وفي النهاية، يتضح أن الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة من الاصطفافات بعد تجاوز إسرائيل كل حدود المعقول بحروبها العابرة للحدود وتهديد أمن الإقليم.

اقرأ المزيد: الضربة الإسرائيلية في الدوحة.. هجوم غير مسبوق و"رسالتان" بالنار من تل أبيب

شاهد أيضاً:

 

إعداد: جهاد عبد الله

المقال التالي المقال السابق
0