بيتكوين: 115,420.87 الدولار/ليرة تركية: 41.30 الدولار/ليرة سورية: 13,050.45 الدولار/دينار جزائري: 129.79 الدولار/جنيه مصري: 48.11 الدولار/ريال سعودي: 3.75
قصص الأخبار
سوريا
سوريا
مصر
مصر
ليبيا
ليبيا
لبنان
لبنان
المغرب
المغرب
الكويت
الكويت
العراق
العراق
السودان
السودان
الاردن
الاردن
السعودية
السعودية
الامارات
الامارات
فلسطين
فلسطين
تصاريح خاصة

الضربة الإسرائيلية في الدوحة.. هجوم غير مسبوق و"رسالتان" بالنار من تل أبيب

الضربة الإسرائيلية في الدوحة.. هجوم غير مسبوق و"رسالتان" بالنار من تل أبيب

في حدث صادم وغير مسبوق، شهدت العاصمة القطرية اليوم الثلاثاء، عملية عسكرية نفذتها إسرائيل ضد قيادات بارزة في حركة حماس.

الضربة الإسرائيلية في الدوحة أثارت ردود فعل دولية غاضبة، حيث اعتبرته قطر انتهاكاً مباشراً لسيادتها، فيما رأى مراقبون أنه يفتح فصلاً جديداً في مسار الحرب على غزة، بينما يرى خبراء أن لها أبعاد كبيرة وعدة سيناريوهات للرد.

 

تفاصيل الضربة الإسرائيلية في الدوحة وردود الأفعال الأولية

أعلنت إسرائيل أن الهجوم كان "عملية دقيقة" استهدفت قادة متورطين في التخطيط لهجمات 7 أكتوبر، مؤكدة أن الهدف جرى التخطيط له منذ نحو عام، ونفذه الشاباك والجيش الإسرائيلي عبر أكثر من 10 طائرات، ألقت حمولتها على مكان اجتماع قادة حماس في الدوحة.

قطر من جانبها أصدرت بياناً عاجلاً دانت فيه العملية بشدة، ووصفتها بأنها "اعتداء غاشم على دولة مستقلة"، مؤكدة أنها ستدرس الخيارات القانونية والدبلوماسية للتعامل مع الانتهاك.

الأمم المتحدة عبرت عن قلقها البالغ، حيث دعا الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى "ضبط النفس وتجنب أي خطوات تفاقم التوتر"، محذراً من تداعيات هذه السابقة الخطيرة على الأمن الإقليمي.

أما دول عربية وإسلامية، مثل تركيا وإيران والأردن وسوريا والسعودية والإمارات، فقد أصدرت بيانات إدانة واسعة، بينما اتسمت المواقف الغربية بالحذر والدعوة إلى "التحقيق وتجنب التصعيد".

تغيير قواعد اللعبة في المنطقة

يؤكد محمد عثمان، خبير العلاقات الدولية، خلال حديث مع وكالة ستيب نيوز، أن ما حدث في العاصمة القطرية لا يمكن اعتباره مجرد عملية اغتيال، بل تحولاً استراتيجياً في مسار الصراع. 

ويقول: "الضربة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في قلب العاصمة القطرية الدوحة ضد ما تبقى من قيادات بارزة لحماس، تمثل تغيراً في قواعد اللعبة في المنطقة، فهي ليست عملية اغتيال لقائد ميداني، وإنما محاولة لإفشال كل فرص التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة". 

ويضيف: "لقد كان التوقيت مدروساً لإرسال رسالة مزدوجة: الأولى للدوحة بأن دورها كوسيط لم يعد مرغوباً إسرائيلياً، والثانية لحماس بأن يد إسرائيل طويلة وقادرة على الوصول حتى إلى أكثر الأماكن أمناً."

ويتابع عثمان: "قطر من جانبها ستضطر إلى التعليق المؤقت لدورها في الوساطة، لكنها لن تتخلى عنه بشكل كامل، فمكانتها الإقليمية والدولية قائمة على هذا الدور تحديداً".

ويؤكد أنه من المرجح أن تلجأ الدوحة إلى مجلس الأمن الدولي لعرض القضية بوصفها اعتداءً على سيادة دولة محايدة، لكن قرارها في هذا الاتجاه سيكون محكوماً بعلاقتها الاستثنائية مع الولايات المتحدة، التي تبقى بالنسبة لها شريكاً استراتيجياً لا يمكن التفريط فيه.

تأثير مباشر على جهود الوساطة

كانت قطر ومصر تبذلان خلال الأسابيع الماضية جهوداً حثيثة لإحياء مفاوضات التهدئة في غزة وتبادل الأسرى، لكن الضربة الإسرائيلية في الدوحة وضعت هذه المساعي أمام عقبة كبرى.

يرى محمد عثمان أن: "إسرائيل لم تكن معنية بإنجاح التفاوض في هذا التوقيت، بل على العكس، وجدت أن أي صفقة تبادل أو وقف لإطلاق النار سيمنح حماس مكاسب سياسية وشعبية هي في غنى عنها الآن. لذلك جاء القرار بقطع الطريق أمام أي تقدم عبر استهداف رمزي ينسف المفاوضات من أساسها."

هذا التعطيل ينسجم – بحسب مراقبين – مع رغبة إسرائيل في كسب الوقت عسكرياً على الأرض في غزة، وإبقاء حماس تحت الضغط دون أي متنفس سياسي.

انعكاسات إقليمية ودولية

يشير عثمان إلى أن أبعاد الحدث لا تتوقف عند حدود غزة أو الدوحة، بعد هذه الضربة التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"الدقيقة".

ويقول الخبير: "الضربة الإسرائيلية في الدوحة مؤشر على إمكانية انتقال الصراع إلى ساحات جديدة. حزب الله في لبنان وإيران في الخليج قد يجدان نفسيهما معنيين بالرد، ولو بشكل غير مباشر. ما جرى هو بمثابة اختبار لمدى صلابة شبكة التحالفات الإقليمية، وربما يفتح الباب أمام تصعيد متعدد الجبهات بمباركة أميركية."

كما يوضح أن هناك بعداً آخر يتعلق بالعلاقات العربية – الأميركية، ويضيف:  "الولايات المتحدة، رغم دعمها غير المحدود لإسرائيل، لن تسمح بتحويل قطر إلى ساحة مواجهة مباشرة، نظراً لوجود أكبر قاعدة عسكرية لها في المنطقة هناك. لذلك ستعمل واشنطن سريعاً على احتواء الأزمة، لكنها في الوقت نفسه لن تضغط بشكل حقيقي على إسرائيل، ما يجعل الموقف بالغ التعقيد."

سيناريوهات المستقبل

أمام هذا المشهد، يبرز أكثر من احتمال لمسار التطورات بعد الضربة الإسرائيلية في الدوحة، بحسب الخبراء.

الأول هو احتواء دبلوماسي سريع، حيث قد تدخل أميركا مباشر يعيد تثبيت الدور القطري، مع تقديم ضمانات بعدم تكرار الهجوم.

أما الثاني فهو تصعيد سياسي وقانوني، من خلال لجوء الدوحة إلى الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، ما قد يفتح سجالاً دولياً حول شرعية الاغتيالات خارج مناطق النزاع.

أما السيناريو الأكثر تصعيداً هو اتساع دائرة الصراع، فقد ترد حماس أو حلفائها الإقليميين، بما يرفع مستوى التوتر إلى جبهات أخرى مثل لبنان أو البحر الأحمر، وربما من خلال إيران كاحتمال أكبر.

وفي ضوء ذلك تمثل الضربة الإسرائيلية في الدوحة لحظة فارقة في مسار الحرب، إذ كشفت عن استعداد تل أبيب لتجاوز كل الخطوط الحمراء، حتى ضرب دولة تعتبر شريكاً لواشنطن ووسيطاً رئيسياً في الملف الفلسطيني. 

وبينما تسعى قطر لحماية مكانتها الدبلوماسية والحفاظ على علاقتها الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة أكثر توتراً، حيث تختلط فيها الحسابات السياسية بالأمنية، وتزداد احتمالات التصعيد على حساب أي أفق للسلام.

 

شاهد أيضاً:

المقال التالي المقال السابق
0