شهد تطبيق الذكاء الاصطناعي «غوغل جيميناي» خلال 24 ساعة فقط، إقبالاً واسعاً من المصريين، الذين استخدموه لتوليد صورهم بالزي الفرعوني احتفالاً باقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير صباح السبت 1 نوفمبر 2025.
ولم يقتصر التفاعل على المستخدمين العاديين، بل شارك فيه فنانون ومؤثرون وشخصيات عامة، ما حول المشهد إلى ظاهرة رقمية واسعة الانتشار على مستوى البلاد.
«غوغل» تواكب الحماس المصري بعروض خاصة
استجابة لهذا الإقبال الضخم، أعلنت شركة غوغل عن سلسلة من العروض المخصصة لمصر، شملت اشتراكات مجانية لمدة شهر أو شهرين، إضافة إلى تخفيضات على النسخة المدفوعة من التطبيق.
ووفقاً لمصادر تقنية، تهدف الشركة من خلال هذه العروض إلى تعزيز حضورها في السوق المصري الذي يعد من الأسرع نمواً في المنطقة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وقال الخبير في التقنيات الذكية م. أحمد عبد الفتاح لموقع سكاي نيوز عربية إن «غوغل» لاحظت حجم التفاعل الكبير مع فكرة الصور الفرعونية، فتحركت سريعاً لتقديم حوافز تسويقية تناسب الزخم الحالي.
وأضاف: «مصر تشهد لحظة رقمية فريدة، فهناك ما لا يقل عن 4 ملايين مستخدم جرّبوا إنشاء صور فرعونية، بعضهم لم يستخدم أي تطبيق ذكاء اصطناعي من قبل، وهذا بحد ذاته نجاح تسويقي لافت».
تفاعل رقمي غير مسبوق على المنصات الاجتماعية
تحولت مواقع فيسبوك وإنستغرام وتيك توك خلال الساعات الماضية إلى معرض رقمي ضخم لصور المصريين في إطلالات فرعونية أعاد الذكاء الاصطناعي رسمها بدقة مدهشة.
ظهرت الصور بتفاصيل مذهلة — تيجان ذهبية، أعناق مرصعة بالجواهر، وخلفيات لأهرامات وتماثيل عملاقة — وكأنها لوحات معروضة في قاعة فنية رقمية، تجمع بين روح التاريخ المصري وأدوات التكنولوجيا الحديثة.
اللافت أن العديد من الفنانين والمشاهير شاركوا في الموجة بنسخهم الخاصة من الصور، محاكين شخصيات مثل كليوباترا وتوت عنخ آمون ونفرتيتي، في إطلالات تجمع بين الواقعية والإبداع.
وقد تجاوزت بعض المنشورات مئات آلاف الإعجابات خلال ساعات، ما جعل الظاهرة تحتل المراتب الأولى في الترند المصري والعربي على أكثر من منصة.
تكنولوجيا تعيد إحياء الهوية المصرية
اعتبر مختصون أن هذا التفاعل ليس مجرد موجة رقمية عابرة، بل انعكاس لفخر المصريين بهويتهم التاريخية، واستثمار ذكي للذكاء الاصطناعي في إحياء الرموز الثقافية.
ويرى البعض أن الجمع بين افتتاح المتحف الكبير وموجة الصور الفرعونية خلق تلاقيًا بين الماضي والمستقبل، حيث يتقاطع التراث مع التقنية الحديثة في لحظة وطنية استثنائية.
ويؤكد خبراء أن نجاح «غوغل جيميناي» في مصر قد يشكّل نقطة تحول في علاقة المستخدم العربي مع أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ تحوّل التطبيق خلال أيام إلى وسيلة للتعبير الثقافي والفني، وليس مجرد أداة تقنية.













