أمريكا تختبر قنبلة نووية.. وترامب: لن أخبركم بكل شيء

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدل النووي إلى الواجهة بإعلانه أن الولايات المتحدة ستجري اختبارات على أسلحة نووية "كغيرها من الدول"، من دون أن يكشف ما إذا كانت الخطط تشمل تفجير رأس نووي فعلي.
تصريحات ترامب جاءت للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية "إير فورس وان" خلال توجهه إلى فلوريدا، حيث قال: "لا أريد أن أخبركم بذلك، لكننا سنجري تجارب نووية كغيرنا من الدول".

أمر رئاسي مفاجئ… بعد 33 عاماً من التوقف

الشهر الماضي، أمر ترامب الجيش الأميركي باستئناف اختبار الأسلحة النووية فوراً، منهياً توقفاً استمر 33 عاماً. وجاء الإعلان عبر منشور مفاجئ على منصة "تروث سوشيال"، أثناء رحلة له بالمروحية للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال محادثات تجارية في بوسان بكوريا الجنوبية.

هذا التحرك، الذي فاجأ الدوائر السياسية والعسكرية، دفع المؤسسات النووية الأميركية إلى سباق محموم لمعرفة ما إذا كان الرئيس يريد اختبارات تفجيرية حقيقية أم اختبارات تقنية غير نووية.

اختبارات جديدة لقنابل "بي-61-12"… ومقاتلة إف-35 في الواجهة

مختبر "سانديا" التابع لوزارة الطاقة الأميركية أعلن أن طائرة مقاتلة من طراز إف-35 نفذت عمليات إسقاط لقنابل نووية من طراز B61-12 منزوعة الرؤوس الحربية في ميدان تونوباه للاختبارات في نيفادا، في الفترة بين 19 و21 أغسطس.
وتهدف هذه الاختبارات إلى تقييم موثوقية الترسانة النووية وتدريب الطيارين، ضمن برنامج سنوي مستمر.

وكانت الولايات المتحدة قد مددت عمر خدمة القنبلة النووية B61-12 لمدة 20 عاماً إضافية في عام 2024، ما يعكس استمرار اعتماد واشنطن على هذه القنبلة كجزء أساسي من ترسانتها النووية الجوية.

ترامب يلوّح بالاختبارات… وينادي بنزع السلاح النووي

رغم تصعيده النووي، أعرب ترامب عن دعمه لفكرة نزع السلاح النووي عالمياً، معلناً رغبته في عقد اجتماع ثلاثي يضم روسيا والصين والولايات المتحدة.
ووفق تصريحاته، فإن موسكو وبكين يمكنهما "اللحاق" بواشنطن في قوة الترسانة النووية خلال 4 إلى 5 سنوات فقط، ما يستدعي—بحسبه—استعادة الولايات المتحدة لـ"الصدارة" عبر اختبارات جديدة.

انقسام داخل الإدارة الأميركية… ومعارضة من وزارة الطاقة

شبكة "CNN" الأميركية كشفت أن مسؤولين من وزارة الطاقة وإدارة الأمن النووي يستعدون للقاء مسؤولين من البيت الأبيض بهدف رفض فكرة تجارب نووية تفجيرية.
وبحسب الشبكة، ستؤكد هذه الجهات للبيت الأبيض أنه "لن تكون هناك أي تجارب نووية تتضمن تفجير مواد نووية"، وستعمل على توجيه الإدارة نحو خطة بديلة تعتمد على المحاكاة والاختبارات غير التفجيرية.

وتعد الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA) التابعة لوزارة الطاقة هي الجهة المخولة قانونياً ببناء القنابل النووية واختبارها، وليس وزارة الدفاع، ما يجعل تنفيذ تعليمات ترامب أكثر تعقيداً من مجرد أمر رئاسي.

تصعيد نووي أم ضغط سياسي؟

قرار ترامب باستئناف الاختبارات النووية بعد ثلاثة عقود من التوقف يشكل تحولاً استراتيجياً خطيراً، خاصة في ظل تقارير عن إجراء روسيا والصين اختبارات نووية متقدمة.