مقال رأي

دماءُ الغوطة الشرقية تنزفُ بنيرانٍ صديقة !

بقلم : عائشة الحمصي

لم تكن المجازر التي شهدتها الغوطة الشرقية على يد قاتل يدعى ” الأسد” على مدار أعوام الثورة السورية عموماً و في طيات الأشهر الثلاثة الماضية خصوصاً قاسية كقسوة تلك التي تسفك اليوم بنيران أتحفظ على تسميتها بالصديقة فالصديق الحقيقي يساند صديقه لا يقتله .

هؤلاء الفتية اللذين عاهدوا ربّهم وثورتهم يوماً ما أن يكون سلاحهم و قتالهم في سبيل إسقاط النظام وأن يكون هدفه الأوحد مهما اختلفت الأيدولوجيات العسكرية  حماية الشعب السوري الذي ذاق ويلات الظلم و العنف على أيدي من ظنناهم حماة الديار ولكن الأيام الأخيرة كانت كفيلة جداً لكشف ملابسات جديدة لرّبما كانت خدعة أو أكذوبة ؟؟ أم هي محض أخطاء ؟؟ أي أخطاء ؟؟ هل قتل المدنيين الأبرياء و قتال الفصائل فيما بينها مجرد خطأ ؟؟ أعتذر فليس أمامي أيّ عذر لكم !!

شرارةُ الثورة كانت رصاصة ظالم قتلت متظاهر ثائر في درعا، و شرارة الغوطة الشرقية في دمشق اليوم كانت برصاصة ظالم أيضاً لكنه ظالم يختلف كثيراً عن ما نعرفه عن الظلم فالتسمية و الرداء و الأيدولوجية و المسار و الفكر و كلّ هذه العوامل تزيد من تفاقم مرض الظلم عند اللذين يطلقون النار على متظاهرين خرجوا رافعين رايات لحقن دماء الفصائل المتصارعة في الغوطة، ليشاء القدر أن يصاب أبرياء بينهم أطفال و طبيب أعصاب وناشط ميداني ومدير المكتب التعليمي لمدينة سقبا بإصابات متفاوتة، من حسن حظ مطلق النيران أنّها لم تزهق روح أحد ، لينقذ أمراء الحرب المشهد بإصدار بيان قالوا فيه إنّ التصرف فردي خاطئ !

هل يصحُ إطلاقَ تسمية ” الصراع الإقليمي ” على صدام بين طرفين يحملان أيدولوجية عسكرية مختلفة أم هو مرحلة جديدة قبل كل اجتماع دولي ( محادثات أستانة و جنيف ) و لكن هذه المرة بنكهة تنجي النظام نوعاً ما من عملية جراحية في الغوطة الدمشقية ؟؟

كلّ الاحتمالات واردة و لكنني أرفض تماماً تسمية هذا الصراع الأرعن بالخطأ أو تبسيط مفهوم الصراع بهذا الحجم بين فصائل ثائرة مقاتلة ضد النظام تعكس صورة سلبية جداً على مستقبل سورية و ترمي بشبابها إلى مستنقع من الصراعات الإقليمية و تحريف مسار الثورة عن هدفه الحقيقي فلذا أعلن برائتي من كلّ الأطراف العسكرية المتنازعة في البلاد و أعلن انحيازي التام لصوت الشارع المطالب بتوحيد لجيش سوري حرّ نظيف من كلّ أنواع الشوائب الفكرية و العسكرية هدفه بكل إصرار .. حماية الشعب السوري .

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

 

af 01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى