الشأن السوري

صحيفة بريطانية تكشف فشل روسي في اجبار الأسد على التنحي

رغم نفي الكريملن السريع لماجاء به ، إلا تقرير الصحيفة البريطانية “الفايننشال تايمس” البريطانية ،الذي كشف طلب روسي رسمي من الأسد بالتنحي و قوبل بالرفض من قبل الأخير ، استحوذ على اهتمام عالمي كبير ٫ و لم يلغ النفي من مفاعيله على صورة روسيا التي حاولت رسمها على أنها الآمر الناهي في سوريا .

وكشفت الصحيفة البريطانية عن الزيارة التي قام بها مدير الاستخبارات الحربية الروسية ايغور سرغون إلى دمشق قبل أسابيع من وفاته ، التي حمل خلالها رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين الى الاسد مفاده أن الكرملين يعتقد أنه حان الوقت له للتنحي، الا أن الاسد رفض ذلك بغضب.

ومضت الصحيفة بالقول أن زن الاقتراح الذي قدم عبارة عن تحضير انتقال منظم للسلطة يحافظ على النظام العلوي الا أنه يفتح الباب لمفاوضات واقعية مع الثوار المعتدلين، أضفت تفاؤلاً بين وكالات الاستخبارات الغربية أواخر 2015.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين استخباراتيين كبيرين تفاصيل مهمة سرغون.وقالت إن وزارة الخارجية الروسية أحالت طلباً للرد على هذه الرواية على وزارة الدفاع الروسية التي رفضت التعليق, وبعد اقل من ساعتين على نشر التقرير، نفاه الكرملين. ونقلت وكالة أنباء “تاس” عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “لا..لم يحدث.”
ولكن الصحيفة تصر على أن الاخبار عن الاقتراح السري الذي قدمه سرغون والذي ينص.

ونسبت “الفايننشال تايمس” الى مسؤول استخباراتي أوروبي أن بوتين “القى نظرة تحت غطاء محرّك النظام السوري…ووجد مشاكل أكثر بكثير من تلك التي كان يتفاوض عليها”، الا أنه لفت التقرير الى أن موسكو بالغت في قدرتها، وأن الاسد أبلغ الى سرغون أنه لن يكون ثمة مستقبل لسوريا الا اذا بقي في السلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد اعتمد في تعامله مع الروس على استراتيجية وضع قوة خارجية في مواجهة قوة أخرى. وفي هذه الحال وضع ايران في مواجهة روسيا، الأمر الذي سبب استياء موسكو من تزايد النفوذ الايراني في المنطقة على حسابها .

ونقلت الصحيفة عن مقربين من النظام أن الشكوك في شأن نيات الاسد تتزايد في دمشق منذ بعض الوقت.ويقول رجل أعمال دمشقي أن “الشعور بالغبطة الذي ساد بعدما بادرت موسكو الى التدخل دام بعض الوقت، ثم بدأ الناس التشاؤم…بدأ المقربون من الاسد يدركون أن دفاع الاخ الاكبر عنهم يعني أنه سيطلب منهم أشياء ايضاً”.
ونقلت “الفايننشال تايمس” عن هيئة روسية منخرطة في الديبلوماسية الروسية لسوريا:” بات واضحا أن جزءا من الانتقال السياسي المحتمل لسوريا هو تنحي الاسد في مرحلة ما، على رغم أننا لا نعتقد أنه تقرر متى يفترض حصول ذلك…منذ نقل الرئيس السوري بشار الاسد العام الماضي الى موسكو ليستقبله رئيسنا، لم يكن موقفه مرضياً، وهذا أثر على جهودنا لايجاح حل سياسي”.

لكن الكرملين عملي، بحسب خبراء أجانب، وتدخله في سوريا هو لحماية موقعه الدولي بقدر ما هو لتحديد الرئيس السوري, مدير مركز “كارنيغي-موسكو” دميتري ترينين قال أن “التدخل في سوريا بالنسبة الى بوتين لم يكن يوما لابقاء الاسد في السلطة، وإنما لدفع الاميركيين للاعتراف بالدور الرئيسي لروسيا في تسوية هذا النزاع، وهذا أمكن تحقيقه من خلال عملية فيينا”، ولكن “من السابق لاوانه هندسة انقلاب في سوريا.لا أرى كيف يمكن ذلك أن يساعد العملية السياسية ما دام ليس ثمة معارضون كثر يمكن أن يقبلوا بالنظام اذا غير رأسه فحسب”.

201510100156944

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى