اخبار العالم

تجنيد الدلافين في سلاح البحرية.. من أغرب المشاريع السرية في أمريكا

 

الدلفين هذا الكائن البحري العجيب الذي يمثّل معجزة حقيقية بقدرته على تحديد موقع الأشياء من مسافات تفوق التصوّر، ويستطيع أيضاً معرفة نوعية الهدف وحجمه وكثافته وتركيبته ومادته، وكذلك يستطيع التمييز بين أشياء تكون درجة الاختلاف في حجمها ومساحة سطحها لا تتجاوز 10 بالمائة (أي يصعب تمييزها بالنظر العادي)، أما المسافة القصوى لهذه القدرة على التمييز فليس لها حدود، وتخضع لمفهوم البحث البايوراداري، والذي استغلته أمريكا ودول أخرى في سلاح البحرية.

الدلافين في سلاح البحرية الأمريكي

 

هذه الحقيقة جعلت خبراء السونار بحالة ذهول دائم، فقد أسقطت فكرة تفسيرهم لقدرات هذه الأسماك معتمدين على مبدأ السونار، وهذه الإنجازات جعلت الدلفين يعتبر عنصراً أساسياً في تركيبة سلاح البحرية في الدول العظمى، فخدماته “الخارقة” لا يستغنى عنها أبداً.

NMMP dolphin with locator 768x923 1

حيث تدرب أمريكا الدلافين وأسود البحر في سلاح البحرية منذ حرب فيتنام كجزء من “برنامج الثديات البحرية” وتمتلك عدد كبير منها في قاعدة البحرية في سان دييغو بولاية كاليفورنيا، حيث تبحث عن المفقودين وتذهب في دوريات في الأماكن المحظورة إضافة إلى أنها تستطيع اختراق الحدود بين الدول والعودة دون أن تحاسب، كما أنها استخدمت للكشف عن الألغام المدفونة تحت المياه.

 

وفي عام 2019 قال الموقع الإلكتروني للبحرية الأمريكية : “في يوم من الأيام سيكون من الممكن إتمام هذه المهمات باستخدام الآليين، وغواصات من دون غواص في سلاح البحرية ولكن حتى الآن لا تضاهي التكنولوجيا قدرة الحيوانات”.

اقرأ أيضاً:

بالصور|| الحرس الثوري الإيراني يستفز البوارج الأمريكية في الخليج.. والأخيرة تحذر

البحث البايوراداري لدى الإنسان

 

هذه القدرة على تحديد الهدف موجودة عند جميع الكائنات، وحتى النباتات، لا بدّ من أننا تساءلنا يوماً كيف تستطيع جذور النباتات تحديد موقع المياه فتتوجّه نحوه مباشرة مع أنه ليس لديها عيون أو أدمغة أو غير ذلك من عوامل يعتبرها العلم أساسية من أجل تفعيل الإدراك، وهناك أنواع من الأشجار التي تستطيع أن ترسل جذورها إلى مسافة تفوق 500 م، ولا تخطئ أبداً في معرفة طريقها إلى الماء.

 

لكن السؤال الذي يطرح أيضاً هل يملك الإنسان حاسّة التوجّه التي هي ظاهرة موجودة وبدت جليّة عند كافة الحيوانات، وحتى النباتات، هل للإنسان قدرة غريزية في الحصول على معلومات فطرية تساعده على البقاء، كمعرفة مكامن المياه ومكان وجود الطعام والأخطار المحدقة به وغيرها من معلومات تعتبر أساسية لبقائه على قيد الحياة، كما الكائنات الأخرى.

 

لقد انحرف الإنسان عن مسيرته الطبيعية، ولم يعد يصارع من أجل البقاء. فالعناصر الأساسية للبقاء هي “الغذاء” و”الماء” من أجل الطاقة والحياة، و”الجنس” من أجل الحفاظ الغريزي على النوع البشري.

 

أما الآن وبعد توفر هذه العناصر بشكل لا يجعل منها مشكلة كبيرة ـ منذ نشوء التجمعات البشرية الأولى وظهور المزارع البدائية ـ فلا داعي إلى التنقّل من مكان إلى مكان أو الهجرة من بلاد إلى بلاد بحثاً عن هذه الأساسيات، كما تفعل الطيور والأسماك والكائنات الأخرى، وأصبحت هذه الأساسيات متوفرة لدى الإنسان حين الطلب وأصبحت فيما بعد وسائل متعة لا غير، فتراجعت هذه القدرة الطبيعية التي كان يستعين بها أثناء بحثه عما يريده من متطلبات غريزية أساسية.

اقرأ أيضاً:

القوات الأمريكية تستعد لـ هجومٍ مفاجئ في بحر الصين الجنوبي

جميع البشر يملكون هذه الحاسة الطبيعة، دون استثناء، والسبب الذي جعلنا نجهل هذه القدرة التي نملكها هو أننا لم ننشأ على معرفتها. لقد محيت تماماً من ذاكرة الشعوب لأسباب كثيرة، مما جعلت هذه القدرة الطبيعية تبدو وكأنها خيالية، أو لا يتمتع بها سوى القليل من الأشخاص المميزين (المقنقنين)، كل ما في الأمر هو أنهم يريدون شيئاً ما، وعقولهم توجه سوف حواسهم لتحدّد مكانه مباشرةً، دون عناء البحث.

الوعي والبحث البايوراداري

 

لدينا فهم قليل جداً لمفهوم “الوعي” وكون الوعي له خاصية غير مادية هذا يعني أنه وجب إهماله، أو الاعتماد فقط على التعريف الذي نقرأه في العلم المنهجي (الوعي هو حالة الصحوة حيث يتم تفعيل الإدراك) لأن العلماء يدرسون فقط المظاهر الفيزيائية المرتبطة بالوعي، كالأمواج الدماغية مثلاً، ولا يدرسون الوعي بحد ذاته.

 

بينما الوعي هو عبارة عن طاقة قابلة للتحكم والتوجيه، ونحن مغمورون بمجال طاقة كونية ذات طبيعة أيثرية، ويبدو واضحاً أنها عاقلة ويمكنها أن تتفاعل مباشرةً مع وعينا، إضافة إلى أن الكون الذي نعيش فيه له طبيعة هولوغرافية ومتعددة الأبعاد أي أن كل جزء في الكون يمثّل كل الكون وبالتالي كل شيء في الوجود موصول ببعضه البعض.

 

جميعنا لدينا فكرة ولو بسيطة عن مبدأ عمل الرادار والهدف من وجوده، فالرادار الصناعي يرسل ذبذبات موجية تصطدم بالشيء المستهدف ثم ترتد إليه فيحصل ارتفاع في مستوى طاقة الدارة الكهربائية التي يتزوّد بها، مما يؤدي إلى ظهور نبضة أو إشارة على الشاشة، فيحددون جهة الهدف.

اقرأ أيضاً:

شاهد||البحرية الأمريكية تحدث زلزالاً ضخماً في البحر من أجل اختبار أكبر حاملة طائرات في العالم

نحن نعلم كل هذا لكننا لم نفطن يوماً إلى حقيقة أنه لدينا جهاز راداري طبيعي في جوهرنا وهو أكثر تطوّراً من الرادار الصناعي، هذا النظام الراداري البايولوجي الموجود عند الكائنات الحية هو أكثر تطوّراً وقدرة على تحديد الهدف بدقة فائقة، بالإضافة إلى المسافة اللامتناهية التي يمكن لهذه القدرة أن تغطيها.

 

وأفضل الأمثلة على ذلك طائر الحمام الزاجل المعروف بأنه إذا قمنا بتربية هذا الطائر في مكان معيّن، ثم أخذناه بعيداً عن هذا المكان لمسافات تصل لألوف الكيلومترات، فسوف يعود إلى نفس المكان وبمنتهى الدقة‍.

   

وأكّدت الأبحاث أن هذا الطائر يتحسّس التغيرات حينما ينحرف عن مساره لمسافة (أربعة ميليمتر) فقط، إنه يطير كالصاروخ الموجّه، وحاز هذا الطائر على شهرة واسعة عبر العصور، حيث كان يستخدم لنقل الرسائل والبرقيات السريعة بين الملوك وقادة الجيوش والعشّاق والرحّالة والتجار وغيرهم، فهذا ما جعله ذائع الصيت بشكل واسع.

 

وعبر معرفة أسرار هذا العلم استطاعت الدول العظمى وأولها أمريكا استخدام قدرات الدلافيين وغيرها في حروبها العسكرية، رغم أنها ليست الوحيدة فكذلك روسيا تجند الثديات البحرية بالطريقة ذاتها، وتعتبر هذه المشاريع الأكثر سرية حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى