اخبار سورياسلايد رئيسي

صحيفة غربية.. تكشف مستقبل المقاتلون الأفغان في سوريا

نشر موقع Middle East Eye الفرنسي، يوم أمس السبت، تقريراً تطرق فيه إلى مصير المقاتلون الأفغان في سوريا، الذين كانوا يعيشون كلاجئيين في إيران، ثم جندتهم الأخيرة وأرسلتهم للقتال في سوريا مقابل وعود قدمتها لهم لم تفي بها بعد.

– المقاتلون الأفغان في سوريا

وقال الموقع في تقريره: “إنه مع انحسار الحرب في سوريا، قد يتم إعادة نشر اللاجئين الذين جندتهم إيران في لواء فاطميون في بلدان أخرى، بما في ذلك وطنهم”.

وأوضح التقرير: أنه في عام 2014 ، لجأت إيران إلى إرسال الآلاف من الشباب الأفغان إلى جبهات القتال في حلب وحماة ودرعا وحمص ودير الزور وتدمر.

صحيفة غربية.. تكشف مستقبل المقاتلون الأفغان في سوريا
صحيفة غربية.. تكشف مستقبل المقاتلون الأفغان في سوريا

فقد عملت إيران على تجنيد الشباب الأفغان الذين كانوا يعيشون كلاجئين فيها حتى أن بعضهم لم يبلغوا 14 عاماً من عمره، حيث قيل لهم “إنهم أُرسلوا لأداء واجبهم الإسلامي وحماية ضريح حفيدة النبي محمد في دمشق”، حسب تقرير الموقع.

وأكد التقرير بأنّه “بعد زيارة سريعة لضريح حفيدة النبي الكريم محمد، زينب بنت علي، تم وضع الرجال على الفور بدورية في العاصمة وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية، حيث قيل لهم إنهم سيقاتلون تنظيم الدولة “داعش”.

ولكن في الواقع، أصبح هؤلاء الشبان الأفغان، الذين عُرفوا بــ”لواء فاطميون” قوة عسكرية، استخدمتها طهران لاحقاً لدعم حليفها رأس النظام السوري بشار الأسد. 

ومن وجهة نظر الموقع، فإنه على الرغم من مساعدة الأسد طوال السنوات الفائت ووصلولها لنقطة أكثر آمناً مما كان عليه سابقاً، فإن طهران التي قدمت الوعود لآلاف من الأفغان، بمنحهم إقامة في إيران مقابل خدمتهم، لم تحل فاطميون بعد ولا يزال مستقبلهم غير واضح.

– القوة الشبحية

قدمت المصادر التي تحدثت إلى موقع Middle East Eye صورتين مختلفتين اختلافاً كبيراً عن الدور الذي يلعبه المقاتلون الأفغان والذي كان يُنظر إليه في البداية على أنه مجرد وقود للمدافع لألعاب القوة الإقليمية الإيرانية.

يقول زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فيليب سميث: “إن فاطميون جزء من إستراتيجية طويلة الأمد من جانب طهران لإظهار قدرتهم على ممارسة القوة المادية والسياسية في معظم أنحاء القارة الآسيوية”.

وأضاف سميث: “كانت الفكرة هي إنشاء حرس ثوري إسلامي حقيقي مليء بالمقاتلين من جميع أنحاء العالم ، والذين يمكن نشرهم في أي صراع من أجل النهوض بقضية الثورة الإسلامية”.

يوضح سميث بأن إيران تريد تقديم الفاطميون (والزينبيون لواء مماثل يتألف من مقاتلين من باكستان) كقوة شبحية مليئة بالمئات إن لم يكن الآلاف من المقاتلين المدربين تدريباً كاملاً والذين تم اختبارهم في المعركة والذين يمكن أن يشكلوا تهديداً لأي شخص.

فيما يقول الحاكم السابق لمقاطعة هرات المتاخمة لإيران، عبد القيوم رحيمي: “إنه إذا اتبعت الجمهورية الإسلامية هذا النهج ، فسيكون مثالاً آخر على استخدام طهران وباكستان للقوى المباشرة وغير المباشرة للتأثير على الصراع في أفغانستان”.

وقال رحيمي لموقع “Middle East Eye”: “إن إيران والولايات المتحدة على خلاف مع بعضهما البعض بالفعل وإذا ساءت الأمور بينهما فستكون أفغانستان أكثر ساحات القتال الطبيعية بالنسبة لهما”.

– حرب العصابات

على مدى سنوات تبادلت إيران وباكستان بشكل متكرر اتهامات بمساعدة وتحريض حركة طالبان أكبر حركة معارضة مسلحة في أفغانستان.

وفي عام 2017 قالت مصادر بالشرطة في منطقة شينداند في هرات التي تشترك أيضاً في الحدود مع إيران “إنها عثرت على أسلحة باكستانية وإيرانية الصنع في المنطقة التي تعتبر واحدة من أقل المناطق أماناً في هرات”.

وأشار رحيمي إلى أنه كان من الطبيعي أن تقوم طهران بتوظيف الشباب الأفغان كجزء من جهودهم في سوريا، خاصة أنه بعد 40 عاماً من الحرب، أصبح الأفغان بارعين جداً في حرب العصابات وهي حقيقة تعتبرها إيران مفيدة بشكل خاص”.

قال سميث ورحيمي: “إن الشباب الأفغان الذين واجهوا عقوداً من المضايقات وتم ترحيلهم إلى أدوار عمالية وضيعة إلى حد كبير تلقوا وعوداً ليس فقط بالإقامة ولكن أيضًا أي مبلغ يتراوح بين 300 دولار و 500 دولار شهرياً للقتال في سوريا”.

وذكر الرجلان أن هناك أدلة تشير إلى أن المقاتلين الأفغان قد تم نشرهم بالفعل في اليمن والبحرين والعراق.

-لا دليل

ومع ذلك قال مصدر أمني أفغاني تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن مثل هذه “المخاوف المثيرة للقلق” من قيام “فاطميون” بتوجيه أسلحتهم ضد الأفغان لا أساس لها من الصحة.

وقال إن “أجهزة الأمن الأفغانية تراقب فاطميون لكن لا يُنظر إليهم على أنهم تهديد حقيقي للبلاد”.

– سبب عدم وفاء إيران بوعودها

يقول سميث إن الاقتصاد الإيراني الذي عانى من سنوات من العقوبات بقيادة الولايات المتحدة هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم قدرة طهران على الوفاء بالمزايا الموعودة.

وأضاف: “هناك صعوبة في العثور على سكن ووظائف لغير الإيرانيين في وقت يعاني فيه اقتصادهم من العقوبات “.

اقرأ أيضاً : خاص|| بعد الضرب وتمزّيق الثبوتيات.. ميليشيا لواء فاطميون تخطف شابين بريف الرقة الشرقي

– مستقبل صعب

قال “رحيمي” إن اتفاق السلام الذي وقعته طالبان وواشنطن في الدوحة في فبراير / شباط الماضي يمنع الحركة من السماح لقوة مقاتلة أخرى بالتمركز في البلاد.
لذلك ، من الضروري أن يحل السلام في أفغانستان في النهاية.

وقال رحيمي: “إذا انتهت الحرب هنا فسيكون من الصعب جداً على إيران أو باكستان تشجيع الوكلاء في أفغانستان”.

في النهاية يخشى رحيمي على مستقبل هؤلاء الشباب الذين نشؤوا وسط الصراع في وطنهم وعلى الخطوط الأمامية في سوريا.

قال رحيمي: “عندما يكون لديك شباب أمضوا خمس سنوات في التدريب والقتال فسيصعب عليهم العودة إلى حياتهم اليومية العادية”.

صحيفة غربية.. تكشف مستقبل المقاتلون الأفغان في سوريا
صحيفة غربية.. تكشف مستقبل المقاتلون الأفغان في سوريا

اقرأ أيضاً : بالفيديو|| شقيق مؤسس طالبان يهدد بحرق مقاتلي فيلق “فاطميون” الأفغاني الذين يقاتلون مع الأسد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى