الشأن السوريالفيديوسلايد رئيسي

خاص|| عمالة الأطفال بالقمامة خطر قاتل سيلاحق السوريين لسنوات بعد الحرب (فيديو)

تزاداد الأوضاع المعيشية في سوريا سوءاً يومياً بعد يوم، في ظل اقتصاد منهار وحرب مستمرة منذ نحو 10 سنوات، الأمر  الذي جعل من عمالة الأطفال لزاماً على العائلات الفقيرة المنتشرة في المخيمات لتسد رمق نفسها وتأمن قوت يومها.

وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (OCHA)، فإن 75% من المجتمعات في شمال غربي سوريا غير قادرة على تحمل تكاليف المواد الغذائية الأساسية، مع زيادة الضغط النفسي والاجتماعي والفقر، ونقص فرص العمل الذي تفاقم بسبب آثار القيود المرتبطة بـانتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

عمالة الأطفال بالقمامة

وقد تداول مؤخراً رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً يظهر أطفالاً يعملون في مكب نفايات شمال غرب سوريا بهدف تأمين يوميتهم.

وبالبحث عن المكان، تبيّن وفق مراسل وكالة ستيب الإخبارية، عمر محمد، إنّ مكب النفايات الظاهر في الفيديو يقع في على أطراف بلدة كفرولوسين شمال إدلب بالقرب من الحدود التركية.

وتحدث مراسلنا إلى مصادر أهلية عدّة في المنطقة، لتؤكد بأنّ الظاهرة منتشرة بشكل كبير في الشمال السوري، ومصدر رزقٍ وحيد لمئات العوائل النازحة والمقيمة في المخيمات بسبب الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل.

حيث يقوم النازحين في المخيمات على جمع المواد البلاستيكية والمعدنية او النحاسية في مكب النفايات لبيعها لتجار الخردوات لتأمين القوت اليومي.

إلا أنّ مالفت بالأمر هو عمالة الأطفال في هذا العمل الخطير على الصحّة والمنهك لأجسادهم اليافعة، حيث أن تلك النفايات تبث سموماً وأمراض لا حدود لها.

أمراض خطيرة ومعدية

ذات المصادر أكدت لـ ستيب الإخبارية أنّ معظم العاملين في هذا العمل الخطير من الأطفال والنساء، حيث باتوا يعانون من أمراض خطيرة مثل “الالتهابات الرئوية الحادة بسبب الغازات والروائح من النفايات”، بالإضافة لأمراض التهاب الكبد بمختلف أنواعه، وأمراض فيروسية وجرثومية خطيرة بسبب وجود مواد طبية ورؤس إبر الحقن المستعملة التي تسبب جروح لبعض الأطفال والعاملين أثناء البحث بالنفايات.

وبحسب ما نقل مراسلنا عن مصادر طبّية في المنطقة فإنّ الأمر أصبح ظاهرة خطيرة يجب الوقوف عندها، كون أولئك العاملين وخصوصاً الأطفال والنساء مهددين بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بسبب المواد الطبية والكيماوية الموجودة بالنفايات.

وبالرغم من خطر الموت القاتل الذي تسببه هذه الأعمال إلا أنّها باتت تلاقي رواجاً لدى النازحين وخصوصاً بالمخيمات، حيث يؤمن العامل بها نحو 1 دولار إلى 2 دولار باليوم.

وقد أظهر الفيديو المتداول ذاته تعلّق الأطفال بشاحنة النفايات قبل وصولها للمكان، حيث يشير مراسلنا إلى أنّ ذلك نتيجة ازدياد أعداد الأطفال الذين يعملون هناك، فيحاولون البحث والوصول إلى النفايات قبل أن تضعها الشاحنة بالمكان.

اقرأ أيضاً : 5 تفاصيل في سلوك الأطفال إذا كانت بطفلك احذرها واعلم كيف تتعامل معها

مكب البردغلي مثالاً

وفي حديث لوكالة ستيب مع، أبو حسن، وهو مدني يقيم بأحد مخيمات النزوح شمال غرب سوريا والقرب من ذات مكب النفايات، يقول: “المكب يدعى مكب البردغلي ويوجد حوله أكتر من ١٥ مخيم، حيث يبقى الأطفال والنساء ينتظرون سيارات القمامة منذ الصباح لاستخراج بقايا النفايات التي يمكن بيعها”.

ويضيف: “يستخرجون كراتين فارغة وفوارغ العصائر، وأحياناً بقايا الخبز والطعام والخضار”.

ويؤكد أبو حسن الذي يقيم بالقرب من مكب النفايات نفسه، أنّ عدد العاملين فيه يفوق الـ 150 شخصاً، والنسبة الأكبر من الأطفال والنساء وبعض الرجال.

وعن الأمراض المنتشرة يتحدث أبو حسن عن ظهور أمراض كثيرة مثل “اللشمانيا” وأمراض جلدية وتنفسية، وقد يكون الأمر ازداد سوءاً مع تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أنّه لا أحد يأبه بمصير هؤلاء، حسب تعبيره.

ولا يعتبر حال الأطفال وعمالة الناس بالقمامة شمال غرب سوريا ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية أفضل حالاً من باقي المناطق، حيث سجّلت العديد من حالات الانتحار والإدمان على المخدرات وارتفاع أعداد المشردين والباقين بلا مسكن، وازدياد البطالة والفقر، بين السوريين بمناطق النفوذ الثلاثة (المعارضة والنظام والأكراد).

وفيما تتجه البلاد نحو المجهول في ظل الفشل بتحقيق حلّ سلمي للحرب المندلعة منذ 10 سنوات، فإنّ خطر الأمراض والفقر سيبقى يلاحق أولئك الأطفال والعائلات على مدى سنوات بعدها كما يلاحقون سيارة القمامة بحثاً عن قوتهم.

اقرأ أيضاً : خاص || نتيجة لتردي الوضع المعيشي.. سبعون بالمئة من أطفال الرقة خارج مقاعد الدراسة!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى