شاهد|| السيسي يفتتح قصر البارون بـ مصر الجديدة.. إليك حقائق “أغرب من الخيال” حوله
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، قصر البارون التاريخي، بحي مصر الجديدة بالقاهرة، وذلك بعد فترة ترميم دامت عامين.
السيسي يفتتح قصر البارون
ويعد قصر البارون، أحد أشهر وأقدم القصور التاريخية بالقاهرة، وسخرت الدولة المصرية
كافة الإمكانات من أجل الخروج بالشكل اللائق، بعد سنوات طوال من الإهمال الذي استشرى بالقصر.
وفي هذا الصدد، كشفت خبيرة الآثار المصرية، بسمة سليم، حقائق وصفتها بأنها “أغرب من الخيال” حول قصر البارون الذي يثار حوله الكثير من الأساطير.
وتعمل بسمة سليم، المشرف العام على تطوير قصر البارون إمبان في ضاحية مصر الجديدة في القاهرة
وتحويله إلى متحف عالمي، رغم بيع محتوياته في خمسينات القرن الماضي، وفقًا لما ذكرته لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
رحلة البارون
ويرجع القصر إلى البارون إدوارد إمبان، الذي كان يعمل مهندسًا بلجيكيًا نابغًا، وقدم إلى مصر من الهند نهاية القرن التاسع عشر.
افتتاح قصر البارون للجماهير
👏👏👏👏👏 pic.twitter.com/suYQgvm8Z0— 🇪🇬ÀFaF A.wahab🇪🇬 (@FFF_16ff44ff) June 29, 2020
ونزل إمبان إلى مصر بعد افتتاح قناة السويس بقليل، وحمل لقب “بارون”، بعد أن منحه له ملك فرنسا تقديرًا لمجهوده في إنشاء مترو باريس.
وعن نشأة القصر، فقد كان البارون مولعًا بكل ما هو مصري واتخذ قرارًا مصيريًا بالبقاء في مصر حتى يدفن فيها
وبدأ يبحث عن مكان ليعيش فيه ليكون قصره “البارون” الفريد من نوعه في العالم حتى الآن.
وعمل البارون على إنشاء القصر في موقع مميز في صحراء القاهرة وقتها، وهو ما تعجب له البعض
ولكن كان للبارون نظرة مستقبلية أخرى، فموقع القصر شديد التميز ذو هواء نقي.
واستغرق البارون إمبان 5 سنوات بتشييده وتم افتتاحه عام 1911، حيث اختار تصميمًا مختلفًا وغريبًا
عن سائر مباني هليوبوليس ليصبح أول مبنى يشيد على طراز المعابد الهندوسية ليس فقط في مصر بل في الشرق الأوسط، بحسب الخبيرة سليم.
وقالت سليم، إن البارون توفي في 22 يوليو 1929 ودفن في قبو كنيسة البازيليك بمصر الجديدة
بناء على وصيته رغم أنه توفي في بلجيكا، ومنذ ذلك الوقت تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة.
حول القصر
وأضافت، لقد شيّد القصر بتصميم غريب، وعلى تبة صناعية عالية لتميزه عن باقي القصور
وقرر أن يميزه بلون مخالف لألوان مباني المدينة التي كان لونها كلون الصحراء، فقام برش قصره عن طريق المضخات بلون مغاير.
وعلى الرغم من وجود شواهد عديدة لهذا اللون ظلت تعتلي واجهات القصر، إلا أن العوامل الجوية والأتربة
كانت غيرت ملامح القصر بشكل كبير، لافتة إلى أن فريق ترميم قصر البارون حرص على إعادة اللون الأصلي للقصر حيث كانت رغبة البارون إمبان أن يكون لونه مغايرًا لباقي مباني مصر الجديدة.
ويقع القصر على مساحة 12.5 ألف متر مستلهم من معبد أنكور وات في كمبوديا ومعابد أوريسا الهندوسية
وهو مكون من طابقين وملحق صغير بجانب القصر تعلوه قبة كبيرة، وبه برج “دوار دارت” حوله
العديد من الأساطير يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح التمتع بمشاهدة ما حول القصر في جميع الاتجاهات.
قصر البارون إمبان بعد الترميم.
📷 Hossam Manadily. pic.twitter.com/5rrqCpPuUB
— مُحب للجَمال. (@Montieeee_) June 26, 2020
وتم تصميم القصر بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته أبدًا، واستخدم في بنائه المرمر
والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري الذي يرى من في الداخل كل من في الخارج.
آثار قديمة
وكشفت الأثرية المصرية عن وجود “ساعة أثرية” قديمة داخل القصر، جلبها البارون من الهند
كما يوجد عدد من التماثيل الأوروبية الطراز، المصنوعة من الرخام الأبيض، وهي ذات ملامح رومانية
تشبه فرسان العصرين اليوناني والروماني، إضافة إلى تماثيل الراقصات وتماثيل الأفيال المنتشرة على مدرجات القصر
وشرفات أبوابه مرسومة بزخارف الأغريق القديمة دقيقة الصنع وهذا ما جعل لها منظر في غاية الجمال.
وعن أبرز اللوحات الموجودة في القصر، قالت إنه تم تصميم قصر البارون من الخارج ليكون محاكياً لطراز العمارة الهندية والخميرية
بمعابد شمال الهند ومعبد إنغكور وات بكمبوديا، وفي تلك المعابد ترتبط فنون النحت بالمعتقدات الدينية المستلهمة
من قصص بوذا و سيرته، ومن الأساطير الهندوكية الرامزة إلى الصراع بين الخير والشر، تبدو فيها التماثيل نافرة على أسطح الواجهات.
وأشارت إلى لوحة “إغراء بوذا” وهي من أبرز الأساطير التي تزين واجهات القصر وهي تقع على الواجهة الرئيسية
أعلى باب الدخول للقصر، وربما لم يأتِ اختيار الموقع هنا من فراغ، فبحسب المعتقدات البوذية فإن وجود بوذا أعلى المدخل الرئيسي يعد طاردا للطاقة السلبية ومنعها من الدخول.
وأضافت أن “اللوحة تظهر بوذا وهو جالس فوق زهرة اللوتس التي ترمز إلى النقاء، في وضعية التأمل، مع مجموعة من الفتيات يرتدين ملابس بسيطة يرقصن حوله”.
وأوضحت بسمة سليم، أن وزارة السياحة والآثار نجحت في تحويل القصر إلى معرض أثري يضم مجموعة متنوعة
من الصور والوثائق الأرشيفية والرسومات الإيضاحية والخرائط والمخاطبات الخاصة بتاريخ حي مصر الجديدة
“هيليوبوليس والمطرية”، عبر العصور المختلفة، إضافة إلى والوقائق والأفلام التي تحكي تاريخ مصر الجديدة ومظاهر ونمط الحياة في تلك الفترة الزمنية المميزة.
