خاص|| وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة يكشف عن إمكانية دخول اللقاح المضاد لكورونا إلى إدلب وتداعيات استخدامه

تسبب فيروس كورونا خلال العام الماضي بآلاف الوفيات وملايين الإصابات وقيّد حركة البشر في كل مكان، وأغلق معظم دول العالم، حتى جاءت الأخبار بإنتاج اللقاح المضاد لكورونا من عدّة شركات عالمية، حيث أعطى جرعة من أمل مع نهاية العام الجاري.

وقد ظهر عدّة لقاحات للفيروس مختلفة المنشأ، ولاقى معظمها موافقة من الصحّة العالمية، إلا أنه لم يتم حتى اللحظة الاتفاق على اللقاح الأفضل، حيث تقول الشركات المنتجة أن نسبة نجاحها تتراوح بين 90 حتى 95 بالمئة، وهو الأمر الذي يحتاج للزمن للتأكد من صدقه وفعاليته.

أما في سوريا ومع تقسميها إلى ثلاث مناطق نفوذ، فإنً حكومة النظام السوري تحاول الاتجاه نحو الحليف الروسي لجلب لقاح “سبوتنيك v” منهم، بينما تبقى مناطق “قسد” والمعارضة تنتظر تحركاً ما بهذا الصدد.

– هل سيدخل اللقاح المضاد لكورونا إلى إدلب

وحول ذلك التقت وكالة “ستيب الإخبارية” مع وزير الصحّة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور مرام الشيخ، ليطلعها على تحركاتهم في هذا المجال، ومكان صحة إدلب والشمال السوري “المحرر” من هذا التزاحم على اللقاح.

ويؤكد “الشيخ” لـ”ستيب” في هذا الشأن، بأنّ مديريات الصحة لاتزال تعمل وتقدّم خدمات الرعاية الصحية وفي حال وصول اللقاح لاشك أنها ستنسق مع فريق لقاح سوريا لتطبيقه.

أما بالنسبة لوجود منظمات دولية وعالمية يمكن أن تدعم الشمال السوري بجرعات كافية من لقاح كورونا.

يقول الشيخ: “لم تأخذ أي منظمة دولية إلى الآن على عاتقها دعم اللقاح في الشمال المحرر بشكل رسمي، وإن حدث فلا شك إنه سيتم بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية”.

– اللقاح المضاد لكورونا الذي يمكن أنّ يثق به السوريين بالشمال

وفي معرض رد الدكتور مرام الشيخ، على سؤال باعتبارهم جهة مسؤولة عن أرواح ملايين البشر في مناطق المعارضة، فما نوع اللقاح الذين يحبذون استقدامه للشمال السوري ويثقون به أكثر، هل هو الروسي “سبوتينك V” أو “الصيني” أو الأمريكي “فايزر” أو “موديرنا”، أو غيرها.

يقول: “مسؤوليتنا هي تقديم كلّ ما نستطيع وفق الإمكانات المتاحة أمامنا، وبذل الجهود الحثيثة للارتقاء بالقطاع الصحي الذي تعرض للإنهاك بسبب عشر سنوات من الحرب”.

ويضيف: “ولكن فيما يخص اللقاحات المحبذة، فإنّ التوصيات بها حتى اللحظة مختلفة عالمياً، والشائع الذي أشيد به هو “فايزر”، ولكن إلى الآن لا يوجد إجماع عند علماء المناعة والوبائيات بهذا الخصوص، ورأينا تضارباً في الآراء”.

وعن ثقة الناس بتلقي اللقاح الروسي إذا حصل وقدمته المنظمات الإنسانية لأهالي الشمال، يؤكد أن ّموقف النظام من جلب اللقاح الروسي كان منطلق تجاذبات سياسية، ويقول: “أما نحن من جانبنا كوزارة صحة ننطلق من توصيات وإرشادات عالمية واللقاح سلعة مثله مثل غيره يمر بمراحل طويلة قبل الحكم عليه بالقبول أو عدم القبول”.

ويتابع: بأنّ “توريد اللقاح لا يتم عادة إلا عن طريق فريق لقاح سوريا ونحن لا شك سنعمل على رقابة أيّ عملية من هذا النوع في حال حدوثها”.

– آلية التلقيح في الشمال المحرر في حال توفره

ويلفت الدكتور مرام الشيخ، أنّه في حال تم استقدام جرعات لقاح كورونا للشمال السوري فإنّ الفئات صاحبة الأولوية، ستكون للأشخاص الذين يهدد فيروس كورونا حياتهم بالخطر كـ”المسنين”.

وحول وجود بعض التوصيات التي حذرت فئات من الناس مثل النساء الحوامل وأصحاب المشاكل التحسسية، بعدم تلقي اللقاح، يقول: “إنه بالتأكيد هناك إرشادات تقنية للمختصين كوجود مضادات الاستطباب في بعض الناس تمنع إعطاءهم اللقاح”.

ويشير إلى أنه عند توفر اللقاح فهناك مختصين في فريق لقاح سوريا يلتزمون بإرشادات الصحّة العالمية المتفق عليها، حسب وصفه.

– مدى تقبل الناس لفكرة اللقاح المضاد لكورونا

أما عن مدى قابلية الناس، في الشمال السوري لفكرة تلقي اللقاح أساساً، خاصةً بعد أن كثرت الشائعات حول الآثار الجانبية للقاحات المطروحة، وإن كانت غير صحيحة.

يرى الوزير الشيخ بأن “الناس في سوريا مثل أي بلد لا شك أنهم منقسمون، وهذا شيء طبيعي وسيزداد الانقسام أو رفض اللقاح ما ازداد الجدل عالمياً”.

ومؤخراً بدأت دول كبرى وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا بإعطاء اللقاح المضاد للفيروس لمواطنيها، في حين تنتظر دول أخرى دورها في الحصول على جرعات اللقاح، وسط مخاوف البعض من أخذه.

مواضيع ذات صِلة : كورونا يسجل أول إصابة مؤكدة بالشمال السوري.. والتفاصيل!

كما بدأت أغلب البلدان العربية والأوربية حملات التلقيح ضد فيروس كورونا “كوفيد-19” بشكل رسمي وعلى نطاقٍ واسعٍ، فيما تعمل بعض المنظمات الدولية الإنسانية على إمكانية توفير اللقاح للبلدان التي لا تستطيع تأمينه، وستكون من بينها سوريا التي تعيش حرباً مدمّرة منذ 10 سنوات، أنهكت بنيتها الصحة والاقتصادية مع استمرار وجود نظام حكم استبدادي لا يعطي لحياة المواطن أي قيمة.

شاهد أيضاً : تصريح غير سار من مدير ” الصحة العالمية “: “جائحة كورونا لن تكون الأخيرة