الشأن السوري

تجاوزات وانتهاكات ترهق سكان عفرين، والسلطات التركية تتابع بصمت!!

دفعت الانتهاكات المستمرة من قبل بعض فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والموجودة في مدينة “عفرين” شمال حلب، أهالي وأبناء المدينة الأصليين للنزوح إلى مناطق أخرى ليست مؤهلة للسكن ولا حتى لأدنى مقوّمات الحياة، فمعظمهم يفترشون العراء هربًا من بطش العصابات الموجودة في المدينة، كما دفع ذلك أيضًا الكثير من المهجرين الذين تم توطينهم في المدينة للخروج منها نحو المناطق المحررة لذات السبب.

وفي التفاصيل، تحدّث مصدر عسكري مسؤول في عفرين (رفض الكشف عن هويته) لـ وكالة “ستيب الإخبارية” عن تجاوزات قيادات وأفراد فصائل المعارضة إحداها مجموعة عسكرية متواجدة في نقطة رئيسية لها بشارع الفيلات الواقعة بعد دوار نيروز تابعة لـ المدعو “أبو جمو” وبقيادة العسكري “أبو المعارك” إلى جانبه اثنان من القياديين “أبو بكر” و “أبو إسلام” الذي يندرج من مدينة الحسكة.

وأضاف، أنَّ المدعو “أبو إسلام” الذي يقوم بعمليات خطف وسلب المدنيين في المدينة، يمتلك مجموعة عناصر مؤلفة من نحو50 شخص، تقوم بتهديد عوائل الغوطة المتواجدين في المدينة بإخلاء المنازل أو التواصل مع أصحابها وبحال لم يتم حضور صاحب المنزل، يُخلى البيت في ساعات ليقوم عناصر “أبو إسلام” بوضع يدهم عليه واستملاكه، وبعدها يُعرض للأجار بـ مبلغ وقدره (1500$) سنوي، كما يقوم العناصر عند حلول المساء بالانتشار في المدينة ويقومون بقطع كابلات الكهرباء بالإضافة للكابلات الهواتف بهدف بيعها بالسوق.

وأكمل، كما يقوم العناصر باقتحام المنازل ويضعون بداخلها أسلحة وذخيرة ويتهمون أصحاب المنزل بتخبئة أسلحة ثقيلة، ليقوموا لاحقًا بابتزازهم بمبالغ مالية باهظة بشرط الإفراج عنهم.

لافتًا إلى أنَّ الرواتب الشهرية للعناصر لم يتم تسديدها منذ نحو شهرين، وهذا ما دفعهم لابتكار طُرق جديدة للنهب والسرقة وتشليح الأهالي أموالهم، وسط إنعدام الوجود الأمني في المدينة، وحتى لو تجرأ أحد المدنيين بالتقدّم للجهات المعنية بشكوى يتم توقيفه واعتقاله، وفي بعض الأحيان يُفرج عنه دون الأخذ بالشكوى التي تقدّم بها.

ولفت المصدر، إلى أنَّ بعض الأهالي ينتظرون انتهاء موسم قطف الزيتون ليقوموا ببيعه لاحقًا بهدف الخروج من المدينة، بحثًا عن مناطق أكثر أمنًا منها.

وأوضح أنَّ “بعض” القيادات التركية من ضباط عسكريين واستشاريين موجودين في المنطقة، على دراية كاملة بهذه التجاوزات، إلّا أنهم لم يتخذوا أي خطوة جديّة لإيقافهم، علمًا أنَّ بعض قيادات المعارضة تقدّمت خلال اليومين الماضيين بشكاوى للجهات المسؤولة في الحكومة التركية وبانتظار الرد عليها. مشيرًا إلى أنه وعندما حاولت بعض الفصائل ردع جماعة “أبو إسلام ، أبو المعارك” لوقف انتهاكاتهم، جرى بينهم خلافات كبيرة أدت لـ اشتباكات بالكاد حتى تم حلّها.

وعلى صعيد متصل، قال المصدر إنَّ بعض التفجيرات التي افتعلت في مدينة عفرين وتم اتهام الأحزاب الكردية بها، خلافًا عن باقي التفجيرات التي تبنّت الأحزاب ضلوعها بها، في الحقيقة أنَّ المسؤول الأول عنها هم عناصر القيادي “أبو إسلام” بهدف خلق الفوضى ولتكون ذريعة لهم باقتحام الحي الذي وقع بداخله التفجير، واعتقال جميع من فيه ليقوموا بالإفراج عن الشخص الواحد بمبالغ مالية تُحدد بحسب مهنة الموقوف، موضحًا أنَّ المبالغ تتراوح من (100 _ 500) دولار. في حين تجري هذه الاعتقالات بشكل شبه يومي.

واختتم المصدر حديثه قائلًا، إنَّ أهالي المدينة من سكان أصليين ومهجّرين يعيشون حالة خوف دائم بسبب انتهاكات بعض الفصائل المحسوبة على (الجيش الحر)، ومعظمهم لا يملك المال الوفير كي يهجر منزله ويتجه لمناطق أخرى، مما يُجبرهم على البقاء وتحمّل هذه التجاوزات.

وللوقوف على تفاصيل أوفى، تواصلت وكالة “ستيب الإخبارية” مع المدعو “أبو جمو” والذي يشغل منصب قائد تجمع “شهداء الحسكة” والذي يعمل كـ فصيل عسكري مستقل في مدينة الباب، حيث قال، إنَّ المدعوين “أبو إسلام ، أبو المعارك” غير مندرجين ضمن فصيله، فيما عاود القول بأنه قام بفصلهم عقب البيان الذي صدر أمس السبت وأثبت ضلوعهم بتجاوزات كبيرة بحق المدنيين، “بعد أن ضمّوا نفسهم إلى الفصيل قبل يومين دون الرجوع للقيادة”.

وأشار أيضًا إلى أنه قام قبل نحو عام ونصف بفصل المدعو “أبو إسلام” من فصيل “أحرار الشرقية” سابقًا، بعد أن تعرّض لأحد المدنيين، دون تحديد ما قام به الأخير. موضحًا أنه بعد أن تم فصلهم من فصيل “أحرار الشرقية” أعلنوا انضمامهم لـ كتيبة “درع الحسكة” المنضوية تحت فصيل “السلطان مراد”.

كما أكّد “أبو جمو” أنَّ المدعوين “أبو إسلام ، أبو المعارك” أشخاص ذوي سُمعة سيئة، وتقدّمت العديد من الشكاوى بحقهم نتيجة تجاوزاتهم بحق المدنيين، لافتًا إلى أنهم جاهزين لتسليم أي شخص يسيء للمدنيين، للسلطات المعنية من شرطة عسكرية أو مدنية أو جنائية، حتى وإن كان عسكري يعمل لدى فصيل آخر.

 

aerrin

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى