سلايد رئيسيحورات خاصة

في حوار خاص لرياض الأسعد مع ” ستيب” روسيا مصممة على الحسم العسكري في الشمال والضامن التركي لن يدخل في معركة معها

بعد انتهاكات نظام الأسد وحلفائه الروس لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، كثرت التصريحات الدوليّة والمحليّة المتداولة حول مصير منطقة خفض التصعيد الأخيرة التي تضم محافظة إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية.

وتضاربت الأنباء حول سبب التصعيد العسكري الأخير الذي بدأ عقب انتهاء الجولة الـ12 من محادثات أستانا في 26 الشهر الماضي، وأدى إلى سيطرة النظام على عدة قرى في ريفي حماة الشمالي والغربي، فضلًا عن قتل المدنيين وتهجير مئات الآلاف منهم. وفي هذا السياق التقت وكالة “ستيب الإخبارية” مع العقيد “رياض الأسعد” مؤسس الجيش السوري الحرّ، وكان الحوار الآتي:

• هل سنشهد سيناريو مشابهًا لسيناريو الغوطة ودرعا في الشمال السوري؟

– الاحتلال الروسي يُصرِّح دائمًا يُكرِّر أنَّه سيستعيد كامل الأراضي المحررة، عبر تصريحات كافة مسؤوليه، ولذلك ليس مستغربًا الهجوم من قبل ميليشيات المجرم بشار وبقية الميليشيات الإيرانيَّة، وخاصَّة بعد أستانا ١٢، وعدم القبول بتسيير دوريات الاحتلال على الأوتوسترادات. وهذا تأكيد على أنَّه يعمل على الحسم العسكري، ولم يستطع إلى الآن تحقيق ما يُريد، ولذلك أتوقع أنَّ سيناريو الغوطة ودرعا لن يتكرَّر في الشمال السوري رغم أنَّ اتفاق أستانا يؤكد على ذلك.

• أين الضامن التركي مما يجري اليوم في الشمال السوري، ولماذا النظام بدأ الهجوم من حماة؟

– ريف حماة يُعتبر له أهمية استراتيجيَّة بالنسبة لمحافظة إدلب، ويظنُّ الاحتلال الروسي أنَّه خاصرة رخوة عسكريًّا، ويُريد قضم المناطق لتحقيق مقولة إدلب حسب سوتشي، وأعتقد أنَّ الضامن التركي لن يدخل بمعركة ضد الاحتلال الروسي حسب اتفاق أستانا حسب ما يتم تسريبه، وليس مُطلع على ما تم الاتفاق عليه مع الفصائل ،التي هي صاحبة الشأن، وأعتقد أّنّها قادرة على خوض معركة مع العدو وهذا واضح مما يجري من المعارك الحاليَّة.

• ألا تعتقد أنَّ ما يجري في إدلب وحماة هو فعلًا كما أشيع مؤخرًا ينم عن وجود صفقة بين تركيا من جهة وروسيا من جهة أخرى قائمة على مبدأ المقايضة؟

– هناك اتفاقات في سوتشي لم يُفصح عنها بشكل كامل، وإنَّما تسريبات وتوقعات، ولا أحد يعرف عنها سوى الذين حضروا، ولذلك كثرت التحليلات والتكهنات والاتهامات، ومعرفة حقيقة ما يجري يقع على عاتق من حضروا سوتشي.

• في حال سقوط إدلب وحماة بيد النظام السوري ماذا يتبقى للمعارضة، هل سنشهد إسدال الستار على الثورة السورية؟

– طبعا سقوط إدلب -لا سمح الله- يعني إسدال الستار على المعارضة، لأنَّه لن يبقَ للثوار شيءٌ يفاوضون عليه، أو يبيعونه، لكن الثورة ستبقى مستمرّة، وبكلِّ الوسائل الممكنة، ولن تُعدم الوسيلة رغم كافة الظروف السيئة التي طوَّقت الثورة وحاولت إنهائها، فسوريا أصبحت دولة تحت احتلال وتحريرها سيكون من خلال حركات تحرُّر.

• في الوقت الذي تتقدّم فيه قوّات النظام في ريف حماة نشاهد تخريج دورات عسكريَّة للمعارضة في ريف حلب أليس ذلك انفصالًا عن الواقع؟ أم أنَّ هناك تطمينات لمناطق على حساب أخرى؟

– للأسف تقسيم المناطق يُؤلمنا ويحزننا ويحزن الجميع على أن تكون المناطق الشماليَّة مفصولة عن بعضها، وما يجري في ريف حلب الشمالي لا علاقة له في ريف حماة الشمالي وريفي حلب الغربي والجنوبي وإدلب وريف الساحل، وبالعكس، وهذا انفصال عن الواقع تمامًا، وبالنهاية الجميع خاسر، ولا أعتقد توجد تطمينات لأحد، وهناك تجارب سبقتهم في مناطق أخرى ماذا قدمت لهم التطمينات، والوعود التي تلقوها سوى أن ألقت بهم إلى المصالحات مع النظام، أو تهجيرهم إلى الشمال وفي الشمال لم يعد أمامهم سوى الموت، أو البقاء لا مكان يذهبون إليه سوى الأرض المتواجدين عليها، فلن تنفعهم لا تطمينات ولا وعود.

• أين المعارضة السياسيَّة اليوم مما يجري على الأرض؟

– للأسف المعارضة السياسيَّة مشغولة بكفية تضليل الناس تارةً أحدهم يُصرِّح بوجود سلاح كيماوي في إدلب، وآخرين يسعون لتقبيل يد المجرم المحتل قاتل الأطفال والنساء، أو بفتح مكاتب خُلبيَّة هنا وهناك، والقيام بجولات لكسب ود البعض ووعدهم بقبولهم في صفوفهم غير آبهين لما يجري في الشمال من قتل وتهجير سوى التحريض على مزيد من الإجرام ضد أهلهم مقابل الحصول على مكاسب سياسيَّة تافهة، وأعتقد لن يحصلوا سوى على الذل والخذلان.

• النظام وإيران فتحا جبهات جنوب وشمالي حلب .. لماذا وما هدفهم وما علاقة جبهات حماة بذلك؟

– تُحاول ميليشيات الاحتلال الإيراني، وضمنها ميليشيات بشار لأنَّها أصبحت جزءًا منها، وبالتعاون مع الاحتلال الروسي التقدُّم على أكثر من محور في أرياف حماة الشمالي والغربي واللاذقية الشمالي وحلب الغربي والجنوبي مُحاولين احتلال ما يستطيعون احتلاله، وفشلوا في مواقع وحققوا بعض التقدُّم في مواقع أخرى متبعين سياسة الأرض المحروقة، وكما ذكرت سابقًا أنَّ الاحتلال الروسي والإيراني مصمّم على الحسم العسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى